تصور فني للجزيئات المنطلقة من الشمس نحو الأرض
في عمر 4.65 مليار سنة، كانت الشمس نجمة في منتصف العمر، ويوجد فضول لدى العلماء لمعرفة الخصائص التي مكنتها، في سنوات شبابها الأولى، من دعم الحياة على الأرض. وقد أوجد العلماء آلة زمنية نقلتهم إلى الوراء مليارات السنين، وهي أحد نجوم مجرة درب التبانة، ووقع اختيار العلماء على النجم «كابا سيتي»، والذي يقع على بعد نحو 30 سنة ضوئية، وهو في المسافات الفضائية يشبه الجار الذي يعيش في الشارع المجاور، ويقدر عمره ما بين 600 إلى 750 مليون سنة في نفس عمر الشمس تقريباً عندما لعبت دوراً في تطور الحياة على الأرض، كما أن له أيضاً كتلة ودرجة حرارة سطح مماثلة للشمس، وكل هذه العوامل تجعل منه «توأماً» للشمس المبكرة في الوقت الذي نشأت فيه الحياة على الأرض، وتدعم اختياره هدفاً للدراسة.
وتميل النجوم الأصغر سناً مثل «كابا سيتي» إلى توليد رياح نجمية أكثر سخونة وقوة وثورات بلازما أقوى، ويمكن أن يؤثر ذلك على الغلاف الجوي والكيمياء للكواكب القريبة، وربما تحفز أيضاً على تطوير المواد العضوية – اللبنات الأساسية للحياة – على تلك الكواكب.
ويقول فلاديمير آيرابيشين الباحث الرئيسي بالدراسة: «ما يحدث في هذا النجم الفتى، يحدث في الشمس، والآن تنطلق الجزيئات عالية الطاقة بمعدلات قليلة، يكون تأثيرها مرئياً في بعض الأحيان بالقرب من قطبي الكوكب محدثاً ظاهرة الشفق القطبي، أو الشفق القطبي الشمالي والجنوبي، ولكن من المحتمل أن تكون هذه الأضواء الهائلة التي تشاهد في مناطق محدودة مرئية حول العالم في بدايات الشمس، وقد يكون هذا المستوى العالي من النشاط قد دفع إلى الوراء الغلاف المغناطيسي للأرض، ومد كيمياء الغلاف الجوي للأرض بالعناصر اللازمة لدعم الحياة على الكوكب».