انطلاقة جديدة لمشروع “مدونة وطن” في مكتبة الأسد
أطلقت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مشروع مدونة وطن “eSyria” في العام 2007، بهدف إغناء المحتوى الوطني السوري على الإنترنت بشقيه المعلوماتي والخدمي ضمن بوابة واحدة تجمع أكثر من ثلاثين موقعاً متشعباً للخدمات والمعلومات، وذلك سعياً نحو خلق قيمة مضافة عبر المحتوى الإلكتروني والخدمي.
وفي حفل أقامه القائمون على “المدونة” في مكتبة الأسد، أعلنت الجمعية عن انطلاقة جديدة للمشروع بهدف إعادة هيكلته وتحديثه بعد سنوات الحرب القاسية، ليعود كما أرادته عند تأسيسه انعكاساً مهنياً واحترافياً لتحولات الحياة السورية ومتغيراتها وإرثها الحضاري والإنساني والعلمي والاجتماعي، ونوّه إلى إضافتين جديدتين إلى المشروع، مدونة الموسيقا والبوابة المعرفية.
وفي كلمته التي استهل بها الحفل، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور صلاح دوه جي إنهم من تجاوز المشاكل التقنية والفنية التي عانت منها المدونة في انطلاقتها الأولى، فأضحت قادرة على التعامل مع أنواع مختلفة من المحتوى من فيديو وصوت ونص وصور، بتقنية وحرفية عالية.
وبين مدير برنامج المحتوى الرقمي الدكتور سعيد أبو طراب أن المحتوى الرقمي يتكون من شقين، فالمحتوى مجموعة من المعلومات، وهو الذي يشكل التحدي الأساسي للمشروع، أما الشق الرقمي فيعمل على إتاحة المحتوى عبر القنوات التقنية بأنواعها، خاصة أننا نعيش في عصر رقمي، والأدوات الرقمي متاحة للجميع.
من جانبه، أشار مدير مشروع مدونة وطن الإعلامي زياد غصن إلى أن المشروع لا يزال بعد مرور عقد ونيف “يمثل بمحتواه وهدفه تحدياً ليس سهلاً”، بل إنه بات أصعب بالنظر إلى “سطوة شبكات التواصل الاجتماعي على حياة الناس ومصادر معلوماتهم”، وأوضح أنه ليس من السهل “منافسة [تلك المنصات] بمحتوى معرفي جاد يسعى إلى إحياء التراث، وتوثيق العادات والتقاليد، والتعريف بالمواهب والمبدعين الشباب، وتسليط الضوء على الكفاءات والخبرات، وسرد الأساطير وحكايات الأجداد، باختصار توثيق سورية الجميلة وتدوين حضارتها ويومياتها المشرقة”.
وبين غصن أن الصعوبة تكمن في أن “اهتمامات الشريحة الأوسع من الناس تتجه نحو البحث عن خبر معيشي، شأن خدمي، فضيحة فساد، تقرير تفتيشي عن مسؤولة أو مؤسسة حكومية”، ونوه إلى أن المشروع الحالي أعاد هيكلة “مدونة وطن ليكون أكثر مواكبة لمتغيرات وسائل الإعلام الجديدة، وأكثر سهولة في الاستعراض والمتابعة”، وأشار إلى إضافة موقعين آخرين إلى جانب المدونة، “الأول هو إعادة إحياء مدونة الموسيقا، ليكون الموقع الأول محلياً بأهدافه ومحتواه وطريقة عمله”، والموقع الثاني: “”البوابة المعرفية، ونأمل بأن يصبح الأول عربياً، بالرغم من صعوبة المهمة”.
وأوضح عقبة زيدان، المشرف على البوابة المعرفية، أن البوابة أفردت “قسماً للكتاب السوري والعربي والمترجم”، وقسماً آخر “يهتم بالفلسفة عموماً والسورية بشكل خاص”، وقسماً ثالثاً يختص “بقوة العلم وقدرته على الارتقاء بحياة البشر، في حين يهتم القسم الرابع “بالبحث العلمي وبأرشفة النظريات العلمية عبر التاريخ ولا سيما التي شارك فيها علماء سوريون أو عرب وتأثيرها على مجتمعاتنا”، ويهتم القسم الأخير بـ “أعلام الثقافة والعلم الذين أثروا على وعينا وتاريخينا، والذين غيروا المجتمعات في تاريخ سورية أولاً ثم التاريخ العربي والعالمي”، كل ذلك في إطار السعي لأن تكون “هذه البوابة نبعاً للعلم والمعرفة”.
علاء العطار