عندما يتحول حذاء البطل الأولمبي إلى مزايدة رخيصة
صحيح أن رياضتنا ليست بأفضل حال، وصحيح أن الطموح هو أن نكون في المقدمة في أي حدث عالمي أو أولمبي، لكن الصحيح أيضا أن يكون الاحترام والتقدير لأي إنجاز في هذه الظروف حاضراً وبقوة، لكن ما جرى خلال الأيام الماضية التي تلت تتويج البطل معن أسعد ببرونزية اولمبياد طوكيو في رفع الأثقال كان غريباً، خصوصاً عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تفرّغ البعض لممارسة هواياتهم في النظر للنصف الفارغ من الكأس عبر استرجاع ذكريات قديمة تتعلق بمشاركة البطل أسعد في اولمبياد ريو دي جانيرو قبل خمس سنوات، وما رافقه من صورة لحذاء مهترئ شارك فيه، واستخدم حينها لغايات دنيئة تخص استمرار استهداف سورية حتى في الشق الرياضي.
لا ندري حقيقة المغزى من أن يتم نشر صورة المشاركة بحذاء مهترئ بعد التتويج الأولمبي، خاصة أن أسعد في حينها خرج بتصريح واضح لا يقبل اللبس قال فيه: “استلمت حذاء خاصاً برياضة رفع الأثقال قبل 15 يوماً من بدء منافستي في اولمبياد ريو دي جانيرو، لكن نصيحة المدرب الكوري الذي عمل على تطوري في هذه الرياضة كانت ألا أشارك في أية بطولة مستعملاً حذاء جديداً إلا بعد لبسه والتمرن به لمدة لا تقل عن شهر قبل البطولة، وهذه معلومة يجهلها الكثيرون”.
هنا لابد من الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية تتعلق في أن شحذ الهمم، والبرهنة على تغلب رباعنا على كل الصعوبات لا يتمان عبر مثل هذه الصور كما يعتقد البعض، وكان الأجدى أن تكون الأفضلية لنشر صور المنافسين الذين تغلب عليهم أسعد، أو أرقامهم، أو ظروف استعدادهم، أو حتى توضيح قيمة أن تكون سورية حاضرة على جدول ترتيب الميداليات في الاولمبياد متفوقة على كثير من الدول العربية التي تمتلك إمكانيات ضخمة من قبيل الإمارات أو الجزائر.
وبعيداً عن كل ما سبق فإن دعم الرياضات الفردية بعد ميدالية أسعد بات أمراً لا يقبل التأجيل، مع وضعها بالتوازي مع الألعاب الجماعية التي تحظى بكل الميزات المادية واللوجستية، ولكن قبل ذلك يجب أن يكون البعض في الشارع الرياضي واعياً لأهمية أي إنجاز، وأن يعرف أن هدف الكثير من المعنيين في الشق الرياضي هو أن تكون الرياضة السورية في أفضل حال، فالاختلاف دائماً على الطريقة أو الوسيلة وليس على الغاية التي يجب أن توحّد الجميع.
مؤيد البش