“غراي زون”: المخابرات البريطانية قادت شبكة عملاء لتلفيق الهجمات الكيميائية ضد سورية
شبكة من العملاء والخبراء المزيفين المرتبطين بوكالات الاستخبارات البريطانية شاركت وفقاً لما كشفه موقع “Grayzone” الإخباري في فبركة وتلفيق مسرحيات الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية واستخدامها فيما بعد في إطار الحرب الإرهابية على سورية التي لعبت وسائل الإعلام الغربية الدور الرئيسي فيها.
الموقع المستقل سلط الضوء في تقرير نشره مؤخراً على شبكة متصلة بالاستخبارات البريطانية ومجموعة شخصيات أدت أدواراً رئيسية في المكائد والمؤامرات الكبيرة التي تمت حياكتها حول الهجمات الكيميائية المزعومة وإيجاد تغطية إعلامية عالمية لهذه الفبركات سعياً وراء هدف واحد وواضح وهو حشد الدعم الغربي للتدخل في سورية وزعزعة استقرارها.
تقرير الموقع أشار في هذا السياق إلى “هاميش دي بريتون غوردون” الجاسوس البريطاني الذي عمل سابقاً كقائد للفوج الكيميائي والبيولوجي والاشعاعي والنووي في الجيش البريطاني لينصب نفسه فيما بعد خبيراً في الأسلحة الكيميائية ويقدم أدلة مزعومة استخدمتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كمصدر رئيسي لتقاريرها المسيسة التي حرفت الحقائق وقلبت الوقائع حول الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية.
غوردون، وفقاً للموقع، عرف عن نفسه في حسابه على تويتر بأنه عضو في اللواء 77 بالجيش البريطاني، وهو فرقة عسكرية تحتفظ بأعداد هائلة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الحقيقية والمزيفة والآلية التي تستخدمها لنشر الدعاية الداعمة لأهداف وزارة الخارجية البريطانية وتشويه سمعة المعارضين والمنتقدين لها، لكن هذا التوصيف ازيل من حساب غوردون فيما بعد، ولا سيما بعد أن بدأ أنشطته المشبوهة في سورية، والتي أسس من خلالها منظمة في الأماكن السابقة التي انتشرت فيها التنظيمات الإرهابية في حلب لجمع عينات وأدلة مزعومة حول الهجمات الكيميائية المفبركة بهدف الدفع لجهة تدخل أمريكي، وهذا ما أكده مسؤول غربي رفيع المستوى لم يكشف الموقع عن اسمه.
موقع “Grayzone” استهجن من حقيقة أن هيئات دولية مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سمحت لفرد مثل غوردون أو منظمته المشبوهة بلعب أي دور في تحقيقات متعددة بشأن الهجمات المزعومة بالأسلحة الكيميائية في سورية على الرغم من تقديم هذه المنظمة مواد مزورة في وقت سابق، كما أنه استغرب من تحول مقاطع الفيديو التي قام بتصويرها أشخاص اصطلحت تسميتهم في وسائل الإعلام الغربية والأمريكية “نشطاء” وتم تجنيدهم من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية إلى أدلة تستند فيها منظمة دولية مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإعداد تقاريرها.
وسائل الإعلام الغربية والإقليمية شكلت الركن الأساسي في الحرب الإرهابية على سورية منذ عام 2011 وعملت على حرف الحقائق وغسيل عقل المتابع، وهذا ما كشفته وثائق مسربة نشرها موقع غراي زون في وقت سابق، وأظهرت إنفاق الحكومات الغربية مليارات الدولارات بشكل مباشر أو عبر هذه الشركات المتعاقدة والمرتبطة بشكل أو بآخر بأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية لشن الحرب على سورية وتمويل ودعم وانشاء تنظيمات إرهابية فيها وإخفاء الحقائق وتزويرها عبر تجنيد أشخاص اصطلحت تسميتهم “نشطاء” لفبركة التقارير والقصص والصور وقلب الوقائع بحسب ما يخدم مصالح القوى الاستعمارية.
وكانت تسريبات نشرتها صحيفة ديلي تلغراف عام 2020 تحت عنوان “حصان طروادة.. التسلل إلى لبنان” فضحت فيها دور الحكومة البريطانية في الحرب الإرهابية على سورية وأطماعها الاستعمارية الجديدة في الشرق الأوسط من خلال تدخلات سرية في دول عدة، وتظهر تدخل حكومة بريطانيا المبكر بالحرب ضد سورية منذ عام 2011 ودعمها الإرهابيين مادياً وإعلامياً وتسليحياً والتغطية على جرائمهم، مشيرة بهذا الصدد إلى إنشاء شبكات إعلامية على أنها “مستقلة” فيما تروج في حقيقتها للفكر المتطرف إضافة إلى تدريب الإرهابيين وتسليحهم بهدف زعزعة استقرار سورية عبر استخدام المتطرفين أداة بهدف تحقيق أهداف سياسية خاصة.