المستوطنون يدنسون الأقصى.. ودعوة إلى النفير العام لحماية الحرم الإبراهيمي
جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، واقتحمت قوات الاحتلال حي بئر أيوب في بلدة سلوان بعدد من الجرافات وهدمت منزلين، فيما شرعت سلطات الاحتلال في إقامة المصعد الكهربائي في محيط الحرم الإبراهيمي في إطار تهويد وتغيير معالم الحرم.
ويشمل المشروع التهويدي يشمل ممرات وساحات ومصعد لتسهيل اقتحام المستوطنين للمسجد الإبراهيمي في الخليل، ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي، وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لإدارات الاحتلال المدنية التابعة للاحتلال. ويهدف الاحتلال إلى الاستيلاء على ما يقرب 300 متر مربع من ساحات المسجد ومرافقه.
ورداً على ذلك، دعت القوى الوطنية والإسلامية في الخليل أبناء المحافظة للنفير العام والتواجد في الحرم الإبراهيمي، وقالت في بيانٍ، اليوم الثلاثاء، إن “الحرم الإبراهيمي يتعرض اليوم، لهجمة شرسة من خلال مشروع المصعد الكهربائي” ، مضيفاً أننا “نناشد أبناء شعبنا في الخليل النفير العام لإفشال المخطط الإسرائيلي”. كما دعا بيان القوى إلى “الاعتصام داخل الحرم الإبراهيمي وإقامة جميع الصلوات فيه، وليكن صوتكم عالي في المحافظه”.
وفي هذا السياق، طالبت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته ووقف مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد الحرم الإبراهيمي الشريف. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد التميمي في بيان : إن الاحتلال بدأ بتنفيذ حفريات في محيط الحرم لإقامة طريق وجسر استيطاني يسهّل اقتحامات المستوطنين، مبيّناً أن هذه الممارسات تهدف إلى تغيير ملامح الحرم التاريخية والحضارية والاستيلاء على ساحاته والمواقع التاريخية في محيطه لتهويده. وطالب بتطبيق قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو” الذي صدر في تموز عام 2017 واعتبر الحرم الإبراهيمي الشريف موقعاً تراثياً فلسطينياً، الأمر الذي يلزم المجتمع الدولي بالتصدي لكل ممارسات الاحتلال التهويدية تجاهه. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تنتهك كل القوانين والأعراف والاتفاقات الدولية تجاه الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل، من منع رفع الأذان فيه إلى منع وصول الفلسطينيين إليه وتوفير الحماية للمستوطنين لاقتحامه في ظل صمت دولي صارخ، وخاصة بعد طرد الاحتلال بعثة المراقبة الدولية في الخليل بداية عام 2019.
من جانبها ندّدت وزارة أوقاف السلطة الفلسطينية باعتداءات الاحتلال على الحرم الإبراهيمي ومحاولتها تغيير معالمه مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للمسجد والمؤسسات الحقوقية الدولية ومؤسسات حفظ التراث الإنساني ووقف التعدي السافر عليه. وشدّدت الأوقاف على أن الفلسطينيين سيواصلون الدفاع عن مقدساتهم وسيفشلون مخططات الاحتلال التهويدية.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير الغصون في طولكرم وسط إطلاق الرصاص ما أدى إلى إصابة شاب قامت باعتقاله مع أربعة شبان آخرين، كما اقتحمت قرية حوسان غرب بيت لحم واعتقلت فلسطينياً.
وفي الضفة الغربية أيضاً، شارك عشرات الفلسطينيين في مدينة البيرة في وقفة تضامنية دعماً للأسرى المضربين عن الطعام وباقي الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي. ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها القوى الوطنية الفلسطينية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة، العلم الفلسطيني وصور الأسرى المضربين عن الطعام وردّدوا هتافات تطالب المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري للإفراج عنهم وعن جميع الأسرى.
ورغم تدهور أوضاعهم الصحية يواصل 13 أسيراً فلسطينياً إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال، فيما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن الأسيرات يعانين ظروفاً صعبة بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية بحقهن.
وأوضحت الهيئة في بيان لها اليوم أن الأسيرات وعددهن 39 يتعرّضن لأبشع أشكال التعذيب في معتقلات الاحتلال وفي مقدمتها الإهمال الطبي المتعمد، لافتة إلى أن الأسيرة إسراء الجعابيص مصابة بحروق بليغة وتحتاج إلى تدخل جراحي عاجل وروان أبو زيادة تعاني من جرثومة غير معروفة في الجهاز الهضمي ومشكلات في العظام وصمود أبو ظاهر تشكو من مشكلات في الدم والأسيرة أنهار حجة التي اعتقلتها قوات الاحتلال وهي حامل تعاني من مضاعفات الحمل وهزال وضعف عام بالجسم.
سياسياً، أكدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية أن صمت الأمم المتحدة تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين يقوّض صدقيتها وقراراتها ويوفر الغطاء لـ”إسرائيل” كقوة احتلال استيطانية عنصرية.
وأوضحت في بيان لها اليوم أنه لا يمرّ يوم واحد دون أن ترتكب قوات الاحتلال ومستوطنوه جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، وأن الاحتلال لم يتوقف منذ عام 1948 عن استهداف الوجود الفلسطيني عبر سياسة الهدم الجماعي. وأشارت إلى هدم قوات الاحتلال مؤخراً سبعة منازل في القدس المحتلة ما أدّى إلى تشريد 40 فلسطينياً، إضافة إلى هدم 3 منشآت تجارية وخزان مياه في بلدة يعبد جنوب غرب جنين وتجريفها مساحاتٍ من أراضي قرية كيسان شرق بيت لحم لتوسيع الاستيطان. وبيّنت أن عدم مساءلة المجتمع الدولي لسلطات الاحتلال على هذه الجرائم التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يشجّعها على التمادي فيها ما يهدّد بتقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.