قبل انطلاق الدوري الممتاز.. هجرة جماعية للاعبين واستعداد دون الطموح
ينطلق الدوري الكروي للموسم الجديد يوم الجمعة القادم لحساب الأسبوع الأول من مرحلة الذهاب، وتقام مرحلتان فقط، ثم يتوقف كرمى المنتخب الوطني الذي سيدخل الاستعداد النهائي لمواجهتي إيران والإمارات.
ولابد من الإشارة إلى بعض ملامح الدوري في موسمه الجديد، خصوصاً الهجرة الجماعية لأميز لاعبي الدوري وأثرها على الدوري، والتغييرات الحاصلة بصفوف المدربين، وغيرها من الأمور، فالدوري هذا الموسم سيشهد غياب أكثر من عشرين لاعباً من نخبة اللاعبين المتميزين الذي انتقلوا إلى الدوريات العربية بعقود احترافية، وهذا النزيف لا شك أنه سيؤثر على قوة الدوري ومستواه شئنا أم أبينا، وفي طليعة الغائبين: محمد مرمور، وماهر دعبول، وثائر كروما، وخالد كردغلي، وعلاء الدين دالي، وورد السلامة (تشرين)، ومحمود البحر هداف الدوري (جبلة)، ومرديك مردكيان، وأحمد الأشقر (حطين)، وأسامة أومري، ومؤيد العجان، ويوسف محمد، وحميد ميدو، ومحمد الحلاق (الوحدة)، وعبد الله جنيات، ومحمد العنز (الكرامة)، وشاهر شاهين (الاتحاد)، وغيرهم، وأغلب المغادرين من اللاعبين الدوليين والمطلوبين للمنتخب الحالي.
البعد الإيجابي في عملية الاحتراف الخارجي يراه البعض مفيداً للكرة السورية، وللمنتخب الوطني، ومن أنصار هذا الفكر رئيس نادي المجد صلاح الدين رمضان الذي أكد لـ “البعث” أن للاحتراف الخارجي فوائد عديدة تنعكس على الكرة السورية، وفي طليعتها أن لاعبينا يتدربون تحت إشراف مدربين محترفين معروفين، ويتدربون في ملاعب صالحة تظهر إمكانياتهم الحقيقية، ويعتادون على الاحتراف الحقيقي بنظامه الصارم داخل الملعب وخارجه، وأخيراً يستطيعون تأمين مستقبلهم بشكل جيد.
وبيّن رمضان أن أفضل لاعبي المنتخب في السنوات الماضية وحالياً هم المحترفون الذين تطور مستواهم في الأندية التي لعبوا فيها كالخريبين والمواس والسوما والصالح، وقبلهم فراس الخطيب، وغيرهم الكثير، وبغض النظر عن العوامل الإيجابية والسلبية في عملية الاحتراف الخارجي، إلا أننا نجد المشكلة في الثقافة الكروية التي تتمتع بها أنديتنا، مضيفاً: هذا الغياب فرض على الأندية البحث عما تبقى من لاعبين (عليهم الضو)، والمفترض أن تبحث الأندية عن المواهب والخامات لترميم النقص أولاً، ولضخ دماء جديدة في الدوري والأندية، وهو الأهم، لأن استمرار الهجرة دون بديل ودون الاهتمام بالقواعد والمواهب سيفرغ كرتنا من مضمونها.
وفي ظاهرة مكررة عن كل موسم فإن أغلب الأندية غيّرت طواقمها الفنية واستبدلتها بطواقم جديدة باستثناء الفتوة الذي حافظ على مدربه أنور عبد القادر، والنواعير الصاعد للدوري الممتاز فأبقى على خالد حوايني، وكاد أن يسطّر الاستقالة الأولى في الدوري قبل أن يبدأ، لكنه تراجع عن استقالته قبل أيام بضغط من المحبين، وهذا مؤشر سلبي على أن المدرب قد يستقيل مرة أخرى لأي مطب أو مشكلة.
الأندية البقية وعددها 12 نادياً ستظهر الجمعة بمدربيها الجدد، وهذه التبديلات تعتبر غير صحية في المفهوم العام، لأن الاستقرار الفني للفرق يبدأ من استقرار المدربين، وهذا المفهوم لا تعترف به أنديتنا، وتوقعات الخبراء أن الاستقالات ستتوالى مع كل توقف للدوري بسبب مباريات المنتخب الوطني.
ونستطيع القول إن أغلب أنديتنا تدخل الدوري باستعداد ضعيف، ولم تتمكن الأندية مجتمعة من تحقيق الاستعداد المثالي، كما أن ضعف الإمكانيات المالية ساهم بتأخر الاستعداد كثيراً، فالعديد من الفرق لم تتمكن من إجراء تعاقداتها بالوقت المناسب، والمباريات التي لعبتها الفرق في هذه المرحلة لم تتجاوز ثلاث مباريات على الأغلب، وجاءت دورة تشرين لتمنح تشرين وعفرين وحطين والفتوة استعداداً أفضل من غيرهم من الفرق بالنسبة لعدد المباريات المنفذة.
بكل الأحوال، من غير المنطقي أن نشهد بداية قوية للدوري، وعلينا أن ننتظر لما بعد التوقف لعل الفرق المتأخرة بالتحضير تستدرك ما فاتها في الفترة الماضية، ويمكننا القول: إن الدوري سيبدأ بشكل جدي اعتباراً من الأسبوع الثالث.
ننوّه أخيراً إلى أن اتحاد كرة القدم استعد للدوري عبر القرعة وإصدار جداول المباريات، ومن خلال المؤتمر السنوي الذي لم يخرج بأي شيء وكأن هذا الموسم استمرار لما سبقه، لكنه أكد على أن قرار هبوط أربعة فرق هذا الموسم إلى الدرجة الأولى ساري المفعول، ولجنة الحكام أعدت حكامها بدورة بسيطة ضمن الإمكانيات المتواضعة، وعلينا قبول هذا الموسم على الشاكلة هذه، ولن ننتظر منه الجديد والمفيد على صعيد الإثارة والمستوى، والجديد هذا الموسم عدم تدخل (كورونا) في الدوري، فالحضور الجماهيري مسموح، وهي الميزة الإيجابية الوحيدة هذا الموسم، لأن الجمهور هو فاكهة الملاعب، ويمكن أن يرفع من مستوى الإثارة والتنافس ولو بالحد الأدنى.
ناصر النجار