“طالبان” تسيطر على 9 عواصم ولايات.. وروسيا تحذّرها من الاعتداء على دول الجوار الأفغاني
سيطرت حركة طالبان على عواصم 3 ولايات أخرى في أفغانستان، وبذلك غدت تسيطر على 9 من أصل 34 خلال ستة أيام، في ضوء المعارك المحتدمة مع القوات الأفغانية، فيما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو ستستخدم قواعدها في منطقة آسيا الوسطى للتعامل مع أي اعتداء محتمل من قبل حركة “طالبان” على الدول المجاورة.
وأشار شويغو أثناء مشاركته في منتدى “ساحة المعاني” التعليمي الشبابي، في معرض تعليقه على مستجدات الوضع في أفغانستان، إلى سقوط مدينة قندوز مؤخراً في قبضة المسلحين، مضيفا: “من المهم لنا أن الحدود مع أوزبكستان وطاجيكستان أصبحت تحت سيطرة طالبان أيضا”. ولفت الوزير إلى أن قادة “طالبان” يتعهدون بعدم خرق حدود دول جوار أفغانستان وبعدم مهاجمتها، مؤكداً في الوقت نفسه أن روسيا ستواصل إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع شركائها الإقليميين للاستعداد لأي سيناريو.
وقال شويغو: إن روسيا ستستخدم قواعدها العسكرية في طاجيكستان وقرغيزستان لحماية حدود هاتين الدولتين في حال تعرّضهما لأي اعتداء مباشر، مشدداً على أن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي تحتاج إلى دعم موسكو في الملف الأفغاني، وهذا الأمر يخص مباشرة أمن روسيا.
وتأتي تلك التصريحات بعد سقوط عواصم ولايات بدخشان وبغلان بشمال شرق البلاد، وولاية فراه في الغرب، ما أدى إلى زيادة الضغط على الحكومة المركزية لوقف التمدد. في حين لم تتعرض كابول لتهديد مباشر في ظل هذا التقدّم، إلا أن هجوم طالبان يواصل الضغط على قوات الأمن الأفغانية التي تقاتل المسلحين بمفردها، الآن إلى حد كبير.
وجاء استيلاء طالبان على فايز آباد – عاصمة ولاية بدخشان بشمال شرق البلاد، عندما وصل الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إلى مدينة مزار الشريف لحشد المدافعين عنها، في الوقت الذي تقترب فيه قوات طالبان من هذه المدينة الأكبر في الشمال.
وتقع مقاطعة بدخشان في أقصى الشمال الشرقي على حدود طاجيكستان وباكستان والصين.
وتعد خسارة المدينة أحدث انتكاسة للحكومة المحاصرة، التي تكافح من أجل وقف زخم هجمات طالبان في الأشهر القليلة الماضية.
وبات مسلحو طالبان يسيطرون على تسع من 34 عاصمة ولاية أفغانية، بينها سبع في شمال البلاد حيث كانوا يواجهون مقاومة على الدوام، فيما تستمر المعارك في العواصم الثلاث الأخرى.
بالمقابل زار الرئيس الأفغاني أشرف غني مزار الشريف في شمال البلاد لتقديم الدعم لقواته، ويعتزم “تفقد الوضع الأمني العام في المنطقة الشمالية”، حسبما جاء في بيان صدر عن القصر الرئاسي. كذلك، يرجّح أن يجري محادثات مع الرجل القوي في مزار الشريف، عطا محمد نور، وزعيم الحرب المعروف الجنرال عبد الرشيد دوستم، بشأن الدفاع عن المدينة، فيما يتقدّم مقاتلو طالبان في اتجاه مشارفها.
هذا وستشكل خسارة مزار الشريف في حال حصولها ضربة كارثية لحكومة كابول وستعني انهياراً كاملاً لسيطرتها على شمال البلاد المعروف بأنه معقل للمسلحين المناهضين لطالبان.
وبعد الاستيلاء على معظم أراضي الشمال، تركّز حركة طالبان أنظارها الآن على أكبر مدن المنطقة، مزار الشريف، بعدما استولت على مدن تحدها غرباً وشرقاً. وتحارب طالبان لإنزال الهزيمة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وفرض تفسيرها التكفيري من جديد. وقد صدمت سرعة تقدّم قواتها الحكومة وحلفاءها.
من جهتها تقاتل القوات الحكومية التكفيريين في ولايتي قندهار وهلمند، الواقعتين في الجنوب.
بايدن غير نادم
ورغم هذا التقدّم الذي تحققه طالبان، لم يصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أي إشارة تدل على عزمه تأخير سحب كل القوات الأميركية بحلول 31 آب، وحض في المقابل القادة الأفغان على التحلي “بعزيمة القتال”. وقال للصحافيين في البيت الابيض: “لست نادماً على قراري”، وأضاف أن على الافغان “أن يقاتلوا من أجل أنفسهم، من أجل أمتهم”. وتابع “لقد انفقنا أكثر من ألف مليار دولار في عشرين عاماً، قمنا بتدريب وتجهيز أكثر من 300 ألف جندي افغاني”.
وفيما يشتد القتال، كان دبلوماسيون أمريكيون يحاولون جاهدين إحياء مفاوضات السلام المجمدة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في مشيخة قطر، حيث يضغط المبعوث الأميركي الخاص، زلماي خليل زاد، على طالبان لكي تقبل وقفاً لإطلاق النار.
وفي السياق نفسه، أشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الى أن القوات المسلحة الافغانية “متفوقة عدداً في شكل كبير” على طالبان، ولديها “القدرة على إلحاق خسائر أكبر” بالمسلحين، وأضاف: “فكرة أن تقدمّ طالبان لا يمكن وقفه لا تعكس الواقع على الأرض”، حسب تعبيره.