حصيلة عربية مبشّرة بتواجد مستقبلي أقوى في الاولمبياد
انتهى مشوار اولمبياد طوكيو بأفضل طريقة ممكنة للعرب، حيث استطاعوا حصد 18 ميدالية منوعة، منها 5 ذهبيات، و5 فضيات، و8 برونزيات، ليتجاوزوا أفضل أداء لهم منذ اولمبياد أثينا 2004 حين حصدوا 4 ذهبيات، وفضيتين، وبرونزيتين، ساهمت في إحراز هذه الميداليات 9 دول عربية، 6 منها في قارة آسيا، وهي: قطر والأردن والبحرين والسعودية والكويت وسورية، و3 في أفريقيا هي: مصر وتونس والمغرب، وأصبحت الحصيلة العربية خلال تاريخ مشاركاتهم 126 ميدالية، ومنذ انطلاق المشاركة العربية في الدورة الخامسة التي أقيمت بالعاصمة السويدية، دورة استوكهولم عام 1912، حيث كانت أول مشاركة عربية عن طريق المبارز المصري أحمد حسني في مسابقة سلاح الشيش، ورغم عدم حصوله على أية ميدالية، إلا أنه شكّل بداية للتألق العربي الذي تحقق في أول دورة بعد توقف الألعاب عام 1928 بسبب الحرب العالمية الأولى، عن طريق رفع الأثقال بواسطة المصري سيد نصير الذي أحرز ذهبية رفع الأثقال للوزن خفيف الثقيل، ومواطنه إبراهيم مصطفى الذي نال ذهبية المصارعة الرومانية لوزن خفيف الثقيل، بالإضافة إلى الغطاس المصري فريد سميكة الذي نال فضية الغطس من المنصة الثابتة، وبرونزية الغطس من المنصة المتحركة.
وبالعودة إلى الاولمبياد الياباني، تصدرت قطر جدول ترتيب ميداليات العرب بفوزها بذهبيتين وبرونزيتين، ونالت مصر 6 ميداليات، وهي أكبر حصيلة لدولة عربية في نسخة واحدة من الألعاب الأولمبية، متفوقة على رقمها السابق الذي يبلغ 5 ميداليات في 1936 و2004 والمغرب والجزائر عام 2000، لتحل بهذه الحصيلة: (ذهبية وفضية و4 برونزيات) المركز الثاني في الجدول، كما جاءت تونس في المركز الثالث بذهبية وفضية، تلتها المغرب بذهبية، والأردن بفضية وبرونزية، والبحرين والسعودية بفضية لكل منهما، فيما حققت الكويت وسورية برونزية لكل منهما.
هذه الأرقام المفرحة تطرح العديد من التساؤلات حول إمكانية زيادة الغلة العربية في اولمبياد باريس 2024، وكذلك حول جدوى تواجد بعض الدول ذات الإمكانات الرياضية الكبيرة، مقارنة بالدول التي تعيش واقعاً رياضياً سيئاً، فتونس، رغم كل ما تعانيه، استطاعت إحراز ميداليتين كانتا كافيتين بأن تنسيا الشعب التونسي ولو لبرهة ما يعانيه هذه الأيام، وما قام به رباعنا معن أسعد كان صداه أقوى بكثير من الميدالية ذاتها، خاصة أن بعثتنا لم تضم سوى 6 رياضيين، على عكس كثير من البعثات العربية التي اصطف رياضيوها يوم الافتتاح لمجرد التواجد.
سامر الخيّر