الاحتلال يعتدي على المصلين في المسجد الإبراهيمي
اعتدت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، على المصلّين في المسجد الإبراهيمي واعتقل مواطنة وشاب، وذلك في وقت تشهد فيه مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية توتراً شديداً في أعقاب هجمة المستوطنين وجنود الاحتلال على الحرم الإبراهيمي.
واعتدت قوات الاحتلال على مسيرة سلمية لأهالي المدينة، وقمعوا المواطنين واعتقلوا عدداً منهم، فيما سمحوا للمستوطنين بالتعدي والتطاول على السكان.
يتزامن هذا العدوان مع وصول رئيس “السي أي إيه” ولقاءاته مع قادة الاحتلال، وقيادة السلطة الفلسطينية في رام الله.
أمّا في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، فقد اعتدى مستوطنون على عدد من منازل الفلسطينيين، ما أسفر عن إصابة عدد من الشبان بجروح.
وفي القدس جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، بينما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين في القدس المحتلة أثناء اقتحامها بلدة حزما والحارة الوسطى في سلوان، كما اعتقلت أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية.
واعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم تسعة فلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
إلى ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين صباح اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة جبع جنوب جنين في الضفة الغربية، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين ومنازلهم ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
كما اقتحمت قوات الاحتلال تجمّع الجوايا شرق يطا جنوب الخليل وبلدة جبع جنوب جنين ودهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت ثلاثة منهم، كما اعتقلت ثلاثة آخرين خلال مرورهم على حاجز حوارة جنوب نابلس.
وفي شأن متّصل باعتداءات الاحتلال، انتقلت عائلة عبيدي في بيت حنينا إلى العيش في خيمة بعدما أجبر الاحتلال 7 أشقاء على هدم منازلم قسرا وإحالتها ركاماً، وتظهر المشاهد أطفالاً ينامون على الأرض في ظروف صعبة.
وفي إطار مخططها الممنهج لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم صعدت قوات الاحتلال عمليات هدم المنازل والمنشآت التجارية، حيث اقتحمت قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس بالضفة الغربية بعدد من الجرافات وهدمت منشأة تجارية، كما هدمت منزلاً وبئراً ومنشآت زراعية شرق يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية. وأوضح منسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور لوكالة “وفا” أن قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الجرافات منطقتي خلة الضبع والفخيت شرق يطا وهدمت منزلاً وبئراً لجمع مياه الأمطار ومنشآت زراعية.
في غضون ذلك، يواصل 12 أسيراً فلسطينياً إضرابهم عن الطعام في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على جرائمه المتواصلة بحق الأسرى.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له اليوم: إن الأسرى المضربين عن الطعام هم سالم زيدات منذ 31 يوماً ومجاهد حامد ومحمد اعمر منذ 29 يوماً وكايد الفسفوس ورأفت الدراويش منذ 28 يوماً وفادي العمور منذ 22 يوماً ومقداد القواسمة منذ 21 يوماً ويوسف العامر منذ 14 يوماً وأحمد حمامرة منذ 12 يوماً وأمجد النمورة وأكرم الفسفوس لليوم السابع بينما علاء الأعرج مضرب لليوم الرابع.
وفي قطاع غزة المحاصر، جدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم استهداف المزارعين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة المحاصر والصيادين في البحر شماله.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق خان يونس جنوب القطاع، بينما استهدفت بحرية الاحتلال بنيران أسلحتها الرشاشة مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.
سياسياً، أدانت خارجية السلطة الفلسطينية اعتداءات الاحتلال على الحرم الإبراهيمي الشريف، مؤكدة أنها تشكّل انتهاكاً صارخاً للقرارات الدولية. وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم أن قوات الاحتلال تستخدم الآليات الثقيلة لتنفيذ حفريات في محيط الحرم الإبراهيمي وإقامة طريق وجسر استيطاني بهدف تغيير ملامح الحرم التاريخية والحضارية والاستيلاء على ساحاته والمواقع التاريخية في محيطه لتهويده، وذلك ضمن مخططات الاحتلال لاغتصاب حق الفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم. وقالت الخارجية: إن الصمت الدولي على عمليات تهويد الحرم الإبراهيمي غير مقبولة وباتت تشكّل تواطؤاً مع مرتكبي الجريمة إن لم يكن حمايتهم من المساءلة والمحاسبة والعقاب.
واعتبرت الخارجية إجراءات الاحتلال التهويدية في الحرم اعتداء صارخاً ومباشراً على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” وقراراتها، وعلى المنظمة اتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية الكفيلة بحماية الحرم وإعادته إلى واقعه التاريخي والقانوني الذي شوّهته وسرقته قوات الاحتلال.