بعد استثمار أردوغان مأساتهم.. موجة عنف وعنصرية تنتشر ضده المهجرين السوريين
من دعمه للإرهاب في سورية، إلى استغلال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لمأساة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب وتحويلهم إلى ورقة ضغط يبتز بها أوروبا لتحقيق مصالحه، وصولاً إلى استثماره الشبكات الإجرامية السوداء التي تسعى للمتاجرة بأعضائهم، يواجه المهجّرون السوريون أبعاداً جديدة لمأساتهم في تركيا، إذ إن موجة عنف وعنصرية تنتشر ضدهم، فيما خلص استطلاع، نُشرت نتائجه أمس، أجرته شركة ميتروبول، وهي شركة أبحاث محلية رائدة، إلى أن 70 في المائة من المواطنين الأتراك يقولون: “يجب إغلاق حدود البلاد في وجه المهجّرين”.
وفي الجديد، ذكرت صحيفة “زمان” التركية أن مجموعة من المواطنين الأتراك هاجمت، مساء يوم الثلاثاء، منازلَ وسياراتٍ تعود لسوريين في بلدة “ألتينداغ”، أحد أحياء العاصمة أنقرة، وأوضحت أن الهجوم على السوريين وممتلكاتهم حصل بعد انتشار أنباءٍ تحدثت عن أن “سوريين طعنوا شابين تركيين في هذه البلدة”، مشيرة إلى أنه تمّ الاعتداء على ممتلكات السوريين، وأنَّ ما يقرب من 100 تركيّ تجمّعوا “وقاموا بالتكبير، وشنّوا هجوماً عنصرياً على جميع منازل وسيارات السوريين الموجودين في المنطقة”!.
ولم يكن حادث أنقرة، حالة شاذة بل هو مشهد يتكرّر باستمرار، منذ أن روّج أردوغان لسياسة “الباب المفتوح”، وكان وقتها في حاجة إلى ورقة ضغط يستفيد منها في الداخل، ويبتز بها الاتحاد الأوروبي. وهذا ما كان حيث استفاد من تجنيس السوريين في الانتخابات للفوز بها، وجعل من اللاجئين وسيلة ضغط على الأوروبيين، والحصول على مزيد من الأموال بحجة تأمين ظروف ملائمة لهم.
كما استغل أردوغان ورقة المهجّرين لتبرير العدوان على الأراضي السورية، من ذلك بعد احتلال قواته عفرين، وقد زعم حينها: “إن أحد الأهداف الرئيسية للعملية تمكين المهجّرين من العودة إلى ديارهم”، أو استغل معاناتهم عبر تجنيد العشرات منهم إلى جانب المرتزقة في حروبه الخارجية في ليبيا، وإجبار البعض الآخر للالتحاق بأذرعه الأمنية، ولا سيما في شركة “صادات”، التي تحوّلت إلى أهم أذرع أردوغان الأمنية.
وقال دوغوس سيمسيك، المحلل التركي المختص في شؤون الهجرة، إن “موجة من رهاب الأجانب تدمّر حياة المهجرين السوريين في تركيا حيث يُنظر إليهم كمجرمين، متهمين بسرقة الوظائف ومسؤولين عن أي شيء خاطئ يحدث”.
في سنة 2012، اندلعت مظاهرات مناهضة بالمهجّرين في اسطنبول، خصوصاً القسم الأوروبي، رفعت لافتات عدم الترحيب بهم. وخرج الأتراك مرات كثيرة في مظاهرات ضد استغلال المهجرين السوريين في سوق العمل التركي. وأحرقت خيامهم في أضنة ومنازلهم في حي ألتينداغ بأنقرة، الذي تكرّرت فيه أعمال العنف ومنها الحادث الأخير.
معاناة المهجرين السوريين المريرة في تركيا يتحمّل مسؤوليتها أردوغان، الذي كان واضحاً أنه لا ينظر إلى هذا الملف من باب إنساني بل من منطلق تحقيق الأطماع وانتهاز فرص لابتزاز أموال أوروبية وعالمية، ولذلك فإن تحرّكه لسن قوانين تضع حدا للانتهاكات التي تجري بحق المهجرين أو تحقيق العدالة للضحايا منهم أمر مستحيل الحدوث، خاصة وأن كافة الوثائق تشير إلى أن حكومة أردوغان تعامل السوريين المتواجدين على أراضيها كالعبيد، إضافة إلى إخضاع الأطفال السوريين المتواجدين في تركيا للعمل بشروط غير ملائمة وسط أوضاع مأساوية، وتفريق العائلات نفسها في عدة مخيمات، إلى جانب تجنيد العديد من الأطفال في تلك المخيمات في صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة.