مؤتمر غلاسكو.. هل يحلها؟
تقرير إخباري
ارتفعت حرارة العالم بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ انتشرت المصانع وستظلّ درجات الحرارة في ارتفاع مطّرد حتى إقدام الحكومات على اتخاذ خطوات تحول دون ذلك. وفي ظلّ الطوارئ المناخية الراهنة من فيضانات وحرائق تعمّ الكوكب يُنتظر من الحكومات التوصل إلى اتفاق يترجم عملياً للحدّ من التغير المناخي وآثاره من ارتفاع منسوب مياه البحار وسوء الأحوال الجوية.
وتتمثل الآثار المحتملة للتغير المناخي في نقص الغذاء وموجات طقس حار وعواصف، وفي ارتفاع منسوب المياه وغير ذلك. وستكون الشعوب الأكثر فقراً في مواجهة الآثار السلبية للتغيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري، ولن يكون الفقراء في خطر بسبب الجفاف أو موجات الطقس الحار فقط، ولكنها أيضاً بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار والإغراق البطيء للجُزر وإفساد التربة الزراعية بمياه مالحة.
يترقب العالم في تشرين الثاني المقبل اجتماع قادة 196 دولة في مدينة غلاسكو الاسكتلندية لبحث قضية التغير المناخي ومناقشة ما أُنجز منذ مؤتمر باريس التاريخي عام 2015 حتى الآن، حيث يعدّ هذا المؤتمر الأهمّ على صعيد إلزام الدول حول العالم في اتخاذ إجراءات للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.
تُشرف الأمم المتحدة على تنظيم المؤتمر، الذي يترأسه الوزير البريطاني ألوك شارما الذي يرى بأن كارثة ستحدق بالعالم في حال فشل المجتمعين في المؤتمر باتخاذ إجراءات عاجلة، وستنشر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريراً شاملاً يُظهر مدى اقتراب البشرية من حافة كارثة لا رجوع منها جرّاء الطقس شديد السوء. وقال: هذا سيكون التحذير الأقوى على الإطلاق من أن السلوك البشري يسرّع من وتيرة الاحتباس الحراري العالمي بشكل مخيف، ومن هنا تأتي أهمية مؤتمر غلاسكو للتغير المناخي لتقويم هذا السلوك الخاطئ.
تعلّق آمال على مؤتمر غلاسكو للتغير المناخي ليكون انتصاراً في معركة التصدي لارتفاع درجات الحرارة، وستتجه الأنظار إلى الدول الغنية للوفاء بالمئة مليار دولار التي تعهدت بها لإحراز أي تقدم، وفي حال الوصول إلى اتفاق ملزم لدول العالم بالإنهاء التدريجي لإحراق الفحم سيعدّ ذلك إنجازاً كبيراً.
تشير الاجتماعات السابقة للمؤتمر إلى أن مثل هذه المهمة لن تكون سهلة، وستُمارَسُ ضغوط على الدول المشاركة في المؤتمر للاحتفاظ بسقف طموحاتها مرتفعاً، ليس فقط فيما يتعلق بالحدّ من الانبعاثات، ولكن أيضاً في مساعدة الدول المتضررة من آثار التغير المناخي.
هناء شروف