عدوية ديوب: اللقاءات الفنية تحديث مستمر لتجربة الفنان
اللاذقية- مروان حويجة
أكدت الفنانة التشكيلية عدوية ديوب أن اللقاءات الفنية تسهم في تطوير وتعميق تجربة الفنان، وهي بمثابة تحديث مستمر وفاعل على صعيد التجربة الذاتية والمجتمعية للفنان.
وعن مبادرتها “لقاءات ملوّنة” التي أطلقتها مؤخراً في محطات متتابعة قالت ديوب لـ”البعث”: المبادرة تدعو للرسم معاً بمختلف الخامات والتقنيات ليوم واحد في مراسم الفنانين التشكيليين وفي الهواء الطلق، على أن يحمل كل فنان مدعو عدّته الفنية للرسم خلال هذا اللقاء، وكانت أولى خطوات المبادرة في مرسم الفنان سموقان، ومن ثم استضافتنا جمعية مكتبة الأطفال “مركز ضاحية بسنادا” في الهواء الطلق، وتلتها استضافة الأمانة السورية للتنمية “منارة الصليبة”، وسيكون لنا لقاء ملون قريب في طرطوس مع فنانين زملاء لنا.
وعن انطلاقة المبادرة تضيف ديوب: بدأنا بعدد من الفنانين وقد يتجدّد تواجد الفنان أو يلتحق بنا فنانون جدد، وهذا باب مفتوح للجميع ومتوسط المشاركات حتى الآن ٨ فنانين في كل مشاركة، وتتمثل معايير المشاركة بالمبادرة في الشغف والاهتمام والرغبة بالعمل الجماعي واحترام تجارب الزملاء وتقدير مشاركتهم ورغبتهم بتطوير المبادرة من خلال التفاعل والنقاش، أما رسالة المبادرة فتكمن في تفعيل النشاط الفني وأساليبه وتقنياته الكلاسيكية أو الحديثة للفنانين والهواة والطلاب في الساحات والأماكن العامة أو مراسم الفنانين التشكيليين، وذلك لتخفيف حالة الغربة والجفاء بين الجمهور والفنانين المشاركين، وبما يحمل هذا النشاط الجماعي من رسائل جمالية وحضارية وتوثيقية وتفعيل البعد الاجتماعي والوجداني الجماعي والذاتي لتجارب الفنانين الفنية، وذلك من خلال الرسم المباشر أمام الجمهور وخلق مساحة ودّ وتآزر أعلى بين الزملاء الفنانين.
أما عن أفق المبادرة فترى الفنانة ديوب أنه يكمن في تحقيق شراكات مع مختلف المؤسسات الفاعلة في المجتمع، مؤكدةً أهمية الفن في تحفيز الحوار الثقافي لأنه لغة بصرية قد تكون مباشرة أو رمزية عالية التأثير بالمشاهد، والمسؤولية تجاه هذه الرسائل التي تخلق تحديات كثيرة أمام الفنان نراها في خصوصية التجربة والأسلوب والتقنية والمفردات وتلبيتها للموضوع المطلوب، إضافة إلى هويتها الجغرافية والمكانية والزمانية، وبالتالي تلاقح هذه الخصوصيات لتجاربنا ومحاولاتنا الفنية وتطويرها من خلال اللقاءات، سواء في المهرجانات أو الملتقيات، وهذه كلها تساعد في تطوير وتجويد هذه الرسائل الفنية وتحسين فاعليتها ولاسيما أمام المتلقي أو المشاهد وتدفع إلى المزيد من شحذ الهمم والحماس تجاه هذا الفعل الفني النبيل. وأضافت: في الحديث عن التحفيز يجب ألّا يغيب عنّا التحديات المادية والاقتصادية والنفسية بسبب الحرب التي تحاصر تجارب الزملاء الفنانين وتجهض تجارب الكثير من المواهب الشابة وحتى صاحبة الخبرة، وهنا عتبنا على المؤسسات الراعية للفنانين التشكيليين: أين هي من هذه التحديات؟!.