“أيام عشناها وهي الآن للتاريخ”.. الجزء الثاني من كتاب د. نجاح العطار
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، الجزء الثاني من كتاب “أيام عشناها وهي الآن للتاريخ”، للدكتورة نجاح العطار، والذي يقع في 304 صفحات من القطع الكبير، والذي تعيد من خلاله نشر مقالات كتبتها منذ النصف الثاني من السبعينيات والنصف الأول من الثمانينات “لأنها تجسّد الإدراك الواعي للمؤامرات التي حاكوها ضد أمتنا، لا ضد سورية فحسب، ورسموا خطوطها وشبكاتها تمهيداً لكل ما باتوا يحققونه في الراهن”، وأضاءت على ما يجري في الحاضر مما أعد له الأعداء، متناسين أن التاريخ لن يكون ملكهم، وأن الشعوب لا بد ستنتفض لأوطانها ولحقوقها وأن امتنا ستعود إلى مواقعها حاملة رسالتها السامية، كما أكّدت د. العطار في الجزء الأول من الكتاب.
وفي الجزء الثاني، والذي حمل عناوين مهمة “في الذكرى الأولى لمذبحة صبرا وشاتيلا”، و”حذار من اللعب بالنار”، و”غودوت” الذي ينتظرونه في لبنان”، و”أمريكا تدفع إلى العدوان على سورية بإصرار”…، تقول مؤلفة الكتاب: إن سورية مع كل المناضلين في خندق واحد، وفي الصفوف الأمامية لجبهة واحدة عربية بعرض الأفق، ومن هذا المنطلق فقد أدينا في لبنان، ما كان واجباً علينا، ففي بيروت صمدنا مع الصامدين، كتفاً إلى كتف، وفي جبال لبنان قاتلنا بضراوة، وحين غصت الحلوق باليأس، جلونا كأس الأمل، وترجمنا ذلك إلى خيار، وإلى ميزان، وإلى دبابة، ومدفع، وصاروخ، وإلى وقفة من تحت أخمصها الحشر، وها نحن، والمعركة تتشظى، نجبه الموت بمثله، ونقف للأعداء أنداداً، ونعلن بجهارة الصوت، أننا لن نسمح أن تقام إسرائيل ثانية في جنبنا، وأن تباح لإسرائيل تخمنا، وأن يغدو لبنان محمية ورأس جسر أمريكي إلينا، وإلى العرب من بعدنا، وفي هذا الصنيع نقيم وحدة سلاح، ووحدة كفاح، مع القوى الوطنية في لبنان، ومع الفصائل المقاتلة من إخوتنا الفلسطينيين، ومع كل القوى العربية المناضلة، ومع كل قوى السلم والحرية في العالم.
وتابعت د. العطار: إننا مع استقلال لبنان، وجلاء المحتلين عن أرضه، ومع وحدته أرضاً وشعباً، ومع شرعيته حين تكون شرعية شعب لا شرعية فئة، ومع أمنه حين لا يبيحه للمعتدين، كي يمارسوا عدوانهم علينا انطلاقاً من أرضه، ونحن مع ميثاقه وصيغته، ومع لبنان الذي يرفض أن يكون مقراً وممراً للاستعمار إلينا، وما عدا ذلك نحن مع المناضلين من أبناء لبنان، وإلى النهاية، ونكره الحرب، لكننا نحبها دفاعاً عن النفس والأرض والسيادة، ولن تفيدنا قعقعة جنازير المدرعات، أو هدير الأساطيل، أو أزيز الطائرات، نحن في موقفنا، على مبدئنا: طلاب تحرير، وحقوق، ولن نخاف، أو نركع، أو نتراجع، وليكن ما هو كائن، ولن يكون إلا ما نريد أن يكون، وستظل معركتنا مفتوحة إلى أن نفنى أو ننتصر..