أهالي درعا: كلنا أمل بتحرير المحافظة من رجس الإرهاب قريبا على يد بواسل قواتنا
درعا- دعاء الرفاعي:
شهدت محافظة درعا جولات حوار مكوكية، وصفت بالطويلة والمملة، منذ أكثر من شهر، إزاء الأوضاع في المنطقة الجنوبية، والتي تهدف إلى إعادة الأمن والأمان التي عاشتها المدينة منذ إعادة الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها عام 2018، لكن تلك المحاولات لم تفض حتى الآن إلى أي نتيجة تسهم في إنهاء الانفلات الأمني الذي فرض مؤخراً على “أحياء درعا البلد” وآلاف العائلات الموجودة فيها، نتيجة تعنّت المجموعات الإرهابية، ورفضها لغة التسوية.
وفي قراءة بسيطة لمجريات الوضع فإن منطقة درعا البلد بأهلها وعائلاتها التي تعيش هناك، والبالغ عددهم 11 ألف عائلة يعيشون ظروفاً معيشية صعبة بسبب سيطرة التنظيمات المسلحة عليهم، وكذلك نتيجة اضطرارهم لمغادرة منازلهم خوفاً من بطش التنظيمات الإرهابية المسلحة التي لم تلتزم ببنود تسوية عام 2018، وتأمينهم من قبل الدولة السورية في حي المحطة ضمن مراكز الإيواء المؤقتة.
وكانت اللحنة الأمنية في المحافظة وضعت عدة بنود اعتبرتها أولوية وخطاً أحمر من غير المسموح التفاوض عليها مع تلك المجموعات الإرهابية، وكان أبرزها: تسليم المطلوبين أمنياً في درعا البلد للجهات المختصة، والذين استمروا بحمل السلاح وقاموا باغتيال عدد كبير من المواطنين، إضافة إلى استهداف نقاط الجيش العربي السوري، وهاجموا حافلات نقل المدنيين، وكذلك تسليم كامل السلاح الخفيف والمتوسط الموجود بيد الخارجين عن القانون، على أن يتم فيما بعد نشر نقاط عسكرية وأمنية داخل الأحياء والقيام بحملات تفتيش على مئات القطع من السلاح الثقيل الموجود لديهم، والذي لم يلتزموا بتسليمه منذ ثلاث سنوات.
وبعدها قامت وحدات من الجيش العربي السوري بالانتشار في عدد من المناطق المجاورة لحي درعا البلد لضبط الأمن وإنهاء معاناة الأهالي وتعزيز الأمن والاستقرار في عموم محافظة درعا، وأعطى الإرهابيين أكثر من فرصة لتنفيذ اتفاق التسوية السابق، فيما تحدثت مصادر محلية في الحي أن إرهابيي “داعش” يرفضون مغادرة الحي، وأن هؤلاء لا يتجاوز عددهم المئة وهم من يعرقلون استكمال تنفيذ بنود الاتفاق.
ووفق مصدر مسؤول فقد تم تكليف لجان أمنية لتسوية أوضاع المطلوبين، بالإضافة إلى تجهيز” باصات النقل الداخلي” لترحيل الإرهابيين الرافضين للاتفاق، إضافة إلى المتطلبات اللوجستية الأخرى عبر معبر “لسرايا” في محيط الحي، وذلك بحضور دوريات الشرطة العسكرية الروسية، كما تم أيضاً تجهيز مقر لرصد عمليات الخروقات لقرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ عدة أيام، ولم تلتزم به المجموعات الإرهابية حتى الآن من خلال اعتداءاتها بين حين وآخر بقذائف الهاون والعبوات الناسفة والأسلحة الرشاشة على المناطق المجاورة.
ويأمل أهالي محافظة درعا بشكل عام بإنهاء الوضع الشاذ، وإنهاء وجود الإرهابيين، الذين يعطّلون الحياة العامة ويقوّضون الأمن والاستقرار، مؤكدين أن التعامل بحزم للقضاء على الإرهاب مطلب الجميع، ويجب إعادة فرض هيبة الدولة، في ظل محاولات الجماعات المسلحة إنشاء مناطق خاصة بها ورفضها الحلول السلمية، وأشاروا إلى أن العديد من حاملي السلاح في حي درعا البلد سارعوا إلى دفن أسلحتهم وعتادهم المتوسط والثقيل في عدة مواقع يصعب العثور عليها ضمن الحي تحسباً لعمليات التفتيش القادمة، مؤكدين ثقتهم الكبيرة بالقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد وقدرة الجيش العربي السوري على مكافحة الإرهاب ودحره أينما وجد، وأشروا إلى أن الاستقرار الذي عاشته درعا خلال السنوات الماضية يجب أن يستمر، ويجب ألا يكون رهيناً بمجموعة من الإرهابيين، الرافضين للغة الحوار والتسوية، فالجميع ينتظر بفارغ الصبر أن يرى درعا محافظة آمنة بعيداً عن الخوف الذي تنشره فوضى السلاح.