الغرب يعترف: الانسحاب من أفغانستان أكبر إخفاق لـ”الناتو”
باغتت سيطرة طالبان على أفغانستان في وقت قياسي المجتمع الدولي، الذي سارع إلى تحميل الأميركيين مسؤولية عودة حكم طالبان إلى أفغانستان.
فقد حذّر الاتحاد الأوروبي من أن حركة طالبان ستواجه عزلة دولية. وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان: “… إذا تمت إعادة تأسيس إمارة إسلامية، فإن طالبان ستواجه عدم الاعتراف والعزلة ونقص الدعم الدولي واحتمال استمرار النزاع وعدم الاستقرار الذي طال أمده في أفغانستان”.
من جانبها، قالت ألمانيا إنها لن تدفع “فلساً واحداً” من مساعدات التنمية إذا سيطرت طالبان على البلاد، فيما قال وزير الدفاع البريطاني بين والايس: إن ما حصل “فشل للمجتمع الدولي الذي لم يفهم أن الأمور لا تُحلّ في ليلة وضحاها”.
وفي السياق نفسه، اعترف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن الغرب أساء تقدير الوضع في أفغانستان حيث سيطرت حركة طالبان سريعاً على البلاد إثر انسحاب القوات الأمريكية منه، وقال: “لا شيء إضافياً لنقوله، نحن جميعاً الحكومة وأجهزة الاستخبارات والمجتمع الدولي أسأنا تقدير الوضع في أفغانستان حيث صدم العالم لرؤية مشاهد آلاف الأفغان وهم يحاولون الفرار من البلاد”، وأضاف: “بعد انسحاب القوات لم نكن بالتأكيد في وضع يسمح لنا بالتقييم أن القوات المسلحة الأفغانية لم تكن مستعدة لمواجهة طالبان.. لقد كان سوء تقدير من جانبنا وسوف نتحدث عنه بالتأكيد”، معرباً عن رغبته في استخلاص عبر وعواقب هذا الأمر برمته.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربت عن مرارتها من الوضع في أفغانستان، معتبرة أن “أسباباً سياسية داخلية” أمريكية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية، بينما اعتبر رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل أن انسحاب القوات الغربية من أفغانستان هو “أكبر إخفاق لحلف الناتو منذ تأسيسه”.
كما حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الدول الغربية من الاعتراف بطالبان كحكومة جديدة في أفغانستان دون اتفاق مسبق، فيما اعترف وزير الدفاع البريطاني بن والاس بأن عودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان تمثل “فشلاً للمجتمع الدولي”.
بدوره قال مارك سيدويل الممثل السابق لحلف الناتو: إن ما يجري “مهين للغرب،” بينما أعرب جورج روبرتسون الأمين العام السابق للحلف عن “حزنه واشمئزازه” لما جرى وقال “لم يكن من الضروري أن يتم الأمر على هذا النحو ولو تعلمنا مما حدث في البوسنة وكوسوفو لتمكن الانسحاب التدريجي المبني على الوقائع والانتصارات الميدانية من منع هذه الكارثة”.
وفي وقت تحاول أمريكا إبعاد ما لازمها من فشل من خلال ترويج معلومات تفيد بأن استيلاء طالبان على السلطة جاء نتيجة اتفاقيات، أكد زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان “أن استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان لم يكن نتيجة اتفاقات معينة بل نتيجة فشل واشنطن في هذه الدولة”، معتبراً أن من يروّج لمثل هذه الأفكار يحاول بطريقة ما تبرير فشل الأمريكيين في أفغانستان وتصوير ما جرى بأنه كان مخططاً بشكل مسبق وذلك وفقاً لوكالة نوفوستي.
وبينما تضع أطول حرب أمريكية فاشلة أوزارها في أفغانستان يبقى هناك الكثير من الأسئلة حول مبررات انسحاب واشنطن بهذا الشكل ما دامت لم تحقق أهدافها التي أعلنتها في عام 2001.