الصين لبايدن: قوة أميركا ووظيفتها هي التدمير لا البناء
وجّهت الصين، التي تملك حدوداً مشتركة مع أفغانستان، اليوم الثلاثاء، انتقاداً شديداً لـ”حصيلة الضحايا الذين وقعوا على مدى عقدين” من التدخل الأميركي في أفغانستان، واتَّهمت الولايات المتحدة بـ”ترك فوضى رهيبة” مع انسحابها من البلاد، خصوصاً بعد المشاهد “التي أظهرت محاولات الفرار الجماعية للمواطنين الأفغان في مطار كابول”، فيما دعا سياسيون بريطانيون الحكومة إلى التنصل من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن أفغانستان، قائلين: إن المملكة المتحدة يجب أن تكون لديها الشجاعة لانتقاد طريقة الانسحاب الأمريكي.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ: “ما رأيناه في العراق وأفغانستان هو جيشٌ أميركيٌّ يترك عند رحيله اضطرابات وانقسامات وعائلات منكوبة وأخرى تمّت إبادتها”، وتابعت: “لقد تركوا فوضىً رهيبةً، تركوا هذه الأماكن في حالٍ كارثيةٍ”، وأضافت أنَّ “قوة الولايات المتحدة ووظيفتها هي التدمير وليس البناء”.
وذلك في ردٍّ على تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن أكَّد فيها أنَّ مهمة واشنطن لم تكن يوماً “بناء أمة ديمقراطية في أفغانستان، لكن منع حصول هجوم إرهابي على الأراضي الأميركية”.
وتتشارك الصين حدوداً مع أفغانستان تمتدّ 76 كلم. ويشكل انعدام الاستقرار لدى جارتها تهديداً لأمن منطقتها الحدودية شينجيانغ (شمال شرق).
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الثلاثاء، إن صور حشود تحاول باستماتة الفرار من العاصمة الأفغانية كابل بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم تمثل عاراً على الدول الغربية، وأضاف: بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب في كابل واختفاء قواتها الأمنية المدربة في الخارج “نمر بمأساة إنسانية نشترك جميعاً في المسؤولية عنها”.
وترغب ألمانيا، التي لها ثاني أكبر قوة عسكرية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة، في نقل الآلاف من المواطنين ممن يحملون الجنسيتين الألمانية والأفغانية، بالإضافة إلى نشطاء حقوقيين ومحامين وأناس عملوا مع القوات الأجنبية.
وقال شتاينماير، الذي يعد منصبه شرفياً إلى حد بعيد، في بيان في قصر الرئاسة الألماني، “صور اليأس في مطار كابل تلحق العار بالغرب السياسي”، وأضاف: “علينا الآن أن نقف بجانب الذين ندين لهم بعملهم ودعمهم لنا”.
ومع ذلك لم تتمكن أول طائرة عسكرية ألمانية تصل إلى كابل منذ استيلاء طالبان على السلطة من إجلاء سوى 7 أشخاص بسبب حالة الفوضى التي عمت المطار.
كما أثارت التصريحات التي أدلى لها بايدن غضب وأسف عدد من كبار المحافظين في بريطانيا، بمن فيهم رئيس الأركان في حكومة تيريزا ماي، جافين بارويل، الذي كتب على “تويتر”: “بعد خطاب بايدن حان الوقت للاستيقاظ وشم رائحة القهوة.. ستبقى الولايات المتحدة حليفاً رئيسياً فيما يتعلق بمصالحها الحيوية، لكن لم يعد الديمقراطيون ولا الجمهوريون يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تكون شرطي العالم”.
ووصف وزير الخزانة السابق هوو ميريمان، بايدن بأنه “أحمق وفي حالة من الهذيان” لإلقاء اللوم على القوات الأفغانية، مضيفا: “يجعلني ذلك أتساءل عّما إذا كان هو (بايدن) التوأم السيامي لدونالد ترامب. (رئيس الوزراء الأسبق) توني بلير ترك لنا هذه الفوضى ولم نحاول جاهدين بما يكفي لتوضيحها”.
كما دعا حزب العمال البريطلني الحكومة إلى التحدث بوضوح إلى واشنطن حول تعليقات بايدن، وقالت وزيرة خارجية الظل، ليزا ناندي: “انتقدنا أتباع حكومة المملكة المتحدة الولايات المتحدة بشكل أعمى خلال سنوات ترامب، ولن نخجل من هذا النقد نفسه الآن. إن التخلي عن الشعب الأفغاني أمر خاطئ. يجب أن تتحلّى حكومة المملكة المتحدة بالشجاعة لتقول ذلك”.