فرقة قصيد تتألق بحضور سومر نجار على مسرح دار الأوبرا
غمر سومر نجار محبيه بالفرح حينما غنّى بصوته الأغنية الشهيرة المحبّبة للقلوب “تؤمر ع الراس والعين” للموسيقار فريد الأطرش وكلمات كمال الشناوي، وزادت تدرجات الألحان الإيقاعية وحضور الناي والأكورديون مع تشكيلة فرقة قصيد مع الكورال من جمالية الألحان الخالدة، ولاسيما بالتوقف مع صولو العود الذي ترافق مع الضربات الإيقاعية الخفيفة في الأمسية التي أحياها على مسرح الأوبرا بتفاعل كبير من الجمهور مع فرقة قصيد بقيادة المايسترو كمال سكيكر الذي وزّع جميع الأغنيات أوركسترالياً.
الملفت تلون صوت سومر نجار وقدرته على أداء درجات مختلفة من مساحة الصوت وبانتقالات رائعة، إذ قدم برنامجاً متنوعاً من مدارس فنية مختلفة، كما عاد إلى التراث القديم وخصّ الفلكلور السوري بفقرة مطوّلة من الأمسية. فبعد الافتتاح بأغنية “ياديار إلينا” كلمات وألحان زكي ناصيف، غنى الأغنية الشعبية اللبنانية “الحالة تعبانة يا ليلى” كلمات وألحان زياد الرحباني وغناء جوزيف صقر، وبدا فيها دور آلات التخت الشرقي، وكان لجزء من النحاسيات دور كبير، إذ شارك الهورن والترومبيت والترومبورن بالألحان المعاصرة التي ساهمت بنشر الأغنية اللبنانية مع عازار حبيب في “عم لملم حناني” وتميزت بجمالية التوزيع الأوركسترالي بين الآلات الموسيقية وطبقة الصوت وحضور الكورال بتوزيع الأصوات مع صوت سومر نجار، خاصة بتدرجات الآهات.
وعادت الإيقاعيات بتألق لحني مختلف وبتناغمها مع الناي والأكورديون في “يا مارق ع الطواحين” كلمات وغناء نصري شمس الدين وألحان الأخوين رحباني.
ومن نمط آخر غنى “مشغول عليك” كلمات فتحي قورة وألحان أحمد صدقي والتي غناها كارم محمود بنمط عاطفي حزين، و”قيدوا شمعة يا أحبة ونورولي رمشتين” كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان الشيخ إمام. كما خصّ سومر نجار مع فرقة قصيد الفلكلور السوري بفقرة مطوّلة بدأت بصولو القانون “يا سليمى”، “ليمونة ع الليمونة”، “زمان وزمان”، “ع الهيلا”، “برهوم يا برهوم” وغيرها.
محمود درويش
وكان لكلمات الشاعر محمود درويش وقعها، إذ اعتاد جمهور نجار الإصغاء بشغف إلى غنائه من قصائده، فاختار لهذه الأمسية قصيدة “وحين أعود” مع مرافقة العود في مواضع:
“وحين أعود للبيت وحيداً فارغاً/إلا من الوحدة/يداي بغير أمتعة/وقلبي دونما ورد/فقد وزعت ورداتي/منذ الصبح على البؤساء”
حالة توثيقية
على هامش الأمسية تحدث سومر نجار عن اهتمامه باللحن الذكي والكلمة الهادفة، وأضاف: اخترنا أغنيات من مدارس غنائية مختلفة من فريد الأطرش وزكي ناصيف ونصري شمس الدين وغيرهم، إضافة إلى الفلكلور السوري الذي يعيش بوجدان السوريين ويعبّر عن أمنياتهم، ونحن نعمل على تقريب الموسيقا التي عمرها مئة عام تقريباً من الأجيال الشابة من خلال التوزيع الأوركسترالي بروح جديدة دون المساس بجوهر العمل أو تغيير ملامحه، فيمكن أن تكون حالة من حالات التوثيق، وفي الوقت ذاته تسلّط الضوء على تجارب المبدعين التي نقدّمها على مسرح راقٍ مثل مسرح دار الأوبرا الذي يعني لي الكثير، وتعدّ أمسية اليوم نتيجة جهد متكامل من المايسترو كمال سكيكر وموسيقيي فرقة قصيد والكورال والفريق الفني بالدار، وأضاف أن اهتمام الأجيال المختلفة وخاصة الشباب يمنحه حافزاً للاستمرار بزخم أكبر بدليل نفاد البطاقات في الأمسيات المتتالية الأخيرة، وهذا يشير إلى وصول هذه الموسيقا الراقية الأوركسترالية إلى قلوب الجمهور.
وعقب على سؤال “البعث” عن غنائه للشاعر محمود درويش بأنه شاعر كبير تحمل كلماته أمنياتنا والأهم أن الكلمة لديه ملحنة، وقد اختار الأعمال المعروفة، منها ألحان أخيه أحمد نجار ومنها للملحن رضوان رجب، وأراد أن يقدم تحية إلى الفنان فهد يكن الذي بقي في ذاكرة الناس وغنّى هذه القصيدة.
كما أشاد المايسترو كمال سكيكر بأهمية وصلة الفلكلور السوري التي تضمّ مقتطفات من جميع مناطق سورية. في حين أعرب عازف الهورن فؤاد شلغين عن سعادته بالمشاركة بأغنية عازار حبيب المتصفة بجمال ألحانها وبدور الهورن والترومبيت والترومبورن.
ملده شويكاني