الحصار والقدرة الشرائية يبطئان التحول الاستراتيجي إلى الفايبر
دمشق – رامي سلوم
كشف مدير التسويق في الشركة السورية للاتصالات فراس البدين لـ “البعث”، أن القدرة الشرائية للمشتركين، وصعوبة تأمين التجهيزات بفعل الحصار المفروض على سورية، يحدان من انتشار خدمة الأنترنت عبر الألياف الضوئية (الفايبر)، مبيناً أن شبكات الفايبر مكلفة، وتتطلب وقتا لإنجازها، غير أنها تقدم قيمة مضافة حقيقية من حيث جودة الخدمة، ووصول السرعات المطلوبة، وغيرها من العوامل.
ودعا البدين، المشتركين الراغبين في الحصول على خدمة الأنترنت عبر الألياف الضوئية، إلى التسجيل على الخدمة في مراكز الهاتف المعتمدة، مبينا أن تركيب الخدمة سيكون في المناطق الأكثر طلباً في المرحلة الأولى، ولذلك فإن تسجيل المشتركين على الخدمة يدفع لإدراج مناطقهم ضمن الخطة وفقاً لعدد المسجلين، ليتمكنوا من الحصول على الخدمة في وقت قريب.
وأشار البدين إلى أن مشروع الانترنت عبر الألياف الضوئية قائم فعلياً، ويبلغ عدد المشتركين أكثر من 1600 مشترك، والعمل جار على تمديد خطوط الشبكة في العديد من المناطق، مؤكداً أن تقنية الفايبر ستصل جميع المناطق ضمن الدولة وفق الإمكانيات، خصوصاً أنها تمثل استراتيجية شاملة للانتقال إلى الفايبر.
واعتبر البدين القدرة الشرائية للمشتركين أحد العوائق المهمة في تباطؤ الانتقال إلى تقنية الفايبر، لافتاً إلى أن تمديد التقنية الجديدة مكلف نسبياً، كما أن السرعات التي تعتمدها الشركة لا تقل عن 8 ميغا وحتى 100 ميغا، وهو ما يمكن أن يمثل عبئاً إضافياً على المشتركين في حال كانوا من غير المهتمين بتطوير سرعة وأداء شبكة الانترنت، خصوصاً أن الشركة تفرض رسوم إضافية على قيمة الاشتراك عبر الفايبر وصفها بالرمزية، أو القليلة نسبياً، غير أنها يمكن أن تشكل عائقا لدى شريحة واسعة من المشتركين.
وتابع البدين أن الحصار الجائر على سورية يعيق بدوره وصول التجهيزات اللازمة في الوقت المحدد، ما يعيق تنفيذ المشروعات، لافتاً إلى أن الشركة تستهدف تحقيق انتشار واسع للتقنيات الحديثة والفاعلة وتوصيل أفضل الخدمات للمشتركين، موضحاً أن قيم التسعير التي تفرضها الشركة تتبع إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية، والتي لا تحقق عملياً جزءاً يسيراً منها، مبيناً – على سبيل المثال – أن قيمة الاشتراك عبر الفايبر تصل في باقة 8 ميغا بايت إلى 15 ألف ليرة تقريباً، بينما تصل إلى نحو 10 آلاف و500 ليرة في الخطوط التقليدية، لافتاً إلى فرق القيمة يعود إلى التكاليف التشغيلية للخدمة، وكلف التجهيزات ADSL.
وأشار البدين إلى أن قدرة الفايبر على إيصال السرعات بفاعلية وعدم تأثره بالعوامل الأخرى، وقدرته على نقل البيانات الواسعة، أو ما يسمى بالبيانات الضخمة تشكل جميعا نقاط اختلاف حقيقية ومهمة في الانتقال إلى العصر الرقمي، وعصر البيانات الضخمة وأنترنت الأشياء ومخرجات الحزمة العريضة.
وأكد البدين أن الشركة تستهدف نقل المشتركين لسرعات أعلى، ليتمكنوا من الاستفادة من الخدمات الحقيقية والعصرية للشبكة، موضحاً أن الخطة الاستراتيجية تستهدف الانتقال إلى سرعة 2 ميغا في الوقت الحالي، وستكون عبر مراحل محددة أولها تعزيز الانزياح إلى سرعة 1 ميغا لأكبر شريحة ممكنة من المشتركين، تمهيدا لتوسيع الانتقال في المراحل اللاحقة.