باتروشيف: ما حدث في أفغانستان ينتظر حلفاء واشنطن في أوكرانيا
في أوضح تصريح روسي حول طبيعة العلاقة التي تربط واشنطن بحلفائها حول العالم، اعتبر أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن ما حدث في أفغانستان ينتظر حلفاء واشنطن في أوكرانيا.
وفي تصريح لصحيفة “ازفيستيا” الروسية نشر اليوم قال باتروشيف: “واشنطن لا تزال تجلب أشخاصاً موالين لها إلى السلطة في أوكرانيا وتقوم بضخ الأسلحة التي لا تحتاج إليها إلى هذا البلد وتتغاضى أو تدعم في الحقيقة تنامي النازية الجديدة فيه والتطرّف والجريمة وتهريب المخدرات والفتنة القومية والدينية”، وأضاف: “في الوقت ذاته تخدم كييف مصالح الرعاة وراء المحيط وتسعى للانضمام إلى ناتو”، متسائلاً هل أنقذت صفة “الشريك الرئيسي” للولايات المتحدة خارج “ناتو” النظام الموالي الذي تم إسقاطه في كابول؟!
ورأى أن “وضعاً مماثلاً ينتظر مؤيدي الخيار الأمريكي في أوكرانيا، حيث يمكن أن يصل النازيون الجدد إلى السلطة وتتحرّك البلاد نحو الانهيار وحينها البيت الأبيض لن يتذكر أنصاره في كييف في لحظة معينة”.
من جهة أخرى اعتبر باتروشيف أنه لا توجد أسباب مسبقة لإرسال قوات روسية إلى أفغانستان، مشيراً إلى أن روسيا ستركز بشكل أساسي على الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل البحث عن طرق لإقامة حوار بين الأفغان وتسوية سلمية للمشكلات القائمة في هذا البلد.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لا ترى ضرورة “لإظهار القوة” على خلفية التطورات في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين للصحفيين اليوم: “كان الوضع في أفغانستان واحداً من محاور المناقشة في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي مهمّتها حماية الحدود الجنوبية وقبل كل شيء طاجيكستان وتركمانستان”. وأضاف: “إذا تحدثت عن الإجراءات الأكثر شدّة فسنردّ على ما يحدث بعد شروط مسبقة لذلك، لكن حتى الآن لم نخطط لأي تصعيد من أجل إظهار القوة”.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم استعداد بلادها لتقديم خدمات طيران روسية لنقل الأفغان إلى دول أخرى تبدي اهتماماً باستقبالهم واستيعابهم.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها: “من أجل منع تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان، نحن على استعداد لتقديم خدمات الطيران المدني الروسي لضمان سفر المواطنين الأفغان بمن فيهم النساء والأطفال إلى أي دولة أجنبية تبدي اهتماماً باستقبالهم وإيوائهم”.
إلى ذلك أعلنت زاخاروفا أن السفارة الروسية تتواصل مع السلطات الجديدة في كابول من أجل العمل السلس للبعثة الدبلوماسية، مشيرة إلى أن السفارة الروسية تعمل بشكل طبيعي. وقالت: إن السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية والقسم القنصلي يعملان بشكل طبيعي، والتواصل جارٍ مع ممثلي السلطات الجديدة من أجل ضمان أمن المواطنين الروس في المقام الأول وأيضاً ضمان العمل السلس لبعثتنا الدبلوماسية، مؤكدة أنه لا يوجد حديث عن إجلاء موظفي السفارة أو المواطنين الروس الموجودين في أفغانستان.
وتسارعت تطوّرات الأحداث في أفغانستان مع دخول حركة طالبان العاصمة كابول وسيطرتها على معظم المؤسسات الحكومية وسط فوضى عارمة في البلاد، حيث جاءت هذه التطورات بعد قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من هذا البلد بحلول أيلول المقبل لينهي بذلك احتلالاً دام عقدين وغزواً أودى بحياة عشرات الآلاف من الضحايا وخلف دماراً هائلاً بذريعة محاربة الإرهاب.
وفي الشأن الداخلي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحطم مقاتلة من طراز ميغ 29 ومصرع طيارها في مقاطعة آستراخان جنوبي روسيا. وأوضح المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الجنوبية الروسية وفق وكالة سبوتنيك، أن الطائرة تحطمت أمس أثناء تنفيذها تحليقاً اعتيادياً دون ذخائر في منطقة خالية من السكان في ميدان أشولوك العسكري. وتم إرسال لجنة من القيادة العليا للقوات الجوية الروسية إلى الموقع للوقوف على أسباب تحطم المقاتلة.