تعالوا اليوم نتحدث عن الحب!
أكرم شريم
من المؤكد والمعروف عندنا جميعاً أن الحب مشاعر مخلوقة في الإنسان وفي طبعه وتفكيره، وهذا كله طبيعي، وإذا أردنا أن نفتح اليوم صفحة الحب ونتحدث عنه خاصة وأن هناك عوامل كثيرة تؤثر في طبيعة وتشكيل هذا الحب الإنساني الصادق!. ومنها وقد نتفاجأ الآن: التربية المنزلية التي تبدأ منذ الصغر منذ سن الطفولة الأولى من سنة إلى خمس سنوات ثم تستمر حتى نصل إلى سن المراهقة بعد الطفولة ثم سن الرشد وطوال هذه السنين حتى نهاية سن المراهقة تبقى التربية المنزلية وحسب نوعها وأهميتها تؤثر فينا وتحديداً في مشاعرنا وبناء هذه المشاعر ومنها الحب!.
والعامل الآخر الذي يساهم في تشكيل ونوعية الحب عندنا، إنما هو التركيبة الإنسانية من حولنا حيث نعيش مع كل وسائل الإعلام فنسمع ونشاهد ونتابع أحياناً القصص والمسلسلات والحوارات حول ذلك!.
كذلك العوامل والتأثيرات المدرسية والجامعية في مشاعرنا وأفكارنا، فهي هامة وذات خصوصية لأنها مصحوبة بالعلم والمعرفة والتعلم والتعارف من كل من هم حولنا، وربما في هذه المرحلة تبدأ تتوالد مشاعر الحب نتيجة التعارف الكثير حولنا وليس الحب العاطفي وحده هنا، وإنما كل ما يمكن أن يسمى حباً أو محبة واحتراماً أيضاً!.
الحب كذلك تساهم في تشكيله فينا: التربية القانونية والحقوقية!. وأرجو ألا نستغرب هذا الأمر. لأن كل ذلك موجود فينا في مشاعرنا وفي أفكارنا وطريقة التفكير عندنا، وهذا التداخل والتأثر بين المشاعر والأفكار!.
والحب أيضاً تربية، أو نتيجة تربية محلية وعالمية، وذلك من خلال ما نتابع وباستمرار ويحوم حولنا وباستمرار أيضاً من أحداث وأخبار تؤثر فينا وتساهم في الوقت نفسه في تربية مشاعرنا وبالتدريج، وبكل ما يحيط بنا وبمن حولنا، وخاصة من ساهم في تأسيس وتربية وتنمية هذه المشاعر عندنا!.
وبما أن كل إنسان حوله جماعة وكل جماعة حولها جماعة، فكل هذه الفئات حولنا لها تأثير علينا بتنمية طريقة التفكير عندنا، ومدى تأثيرها على مشاعرنا، وتأثرها بمشاعرنا أيضاً، وذلك بحيث أصبحنا نستطيع أن نقول: إن الحب تربية عامة وشاملة تتأثر بها مشاعرنا وفي كل الأزمنة والأوقات، وهذا على الرغم من أنه من خلق الله فينا.
الحب، وأخص هنا الحب الحقيقي، فإنه يبدأ ولا ينتهي. إلا مع نهاية حياة الإنسان!. فإن كان حباً حقيقياً فكيف ينتهي والإنسان لا يزال حياً ويشعر ويرى ويسمع ويتابع حياته مع هذا الحب.
الحب كذلك يصبر ويطيل الصبر!. فكم كنا ولا نزال نستغرب كم صبر هذا الإنسان وذاك، وهذه الإنسانة وتلك حتى أصبحت قصص الحب محلية عامة وإقليمية وعالمية أيضاً!.
الحب كذلك لا يتنازل أو ينسى، فكيف يمكن أن يفعل وهو المسيطر على القلب والعقل وكل المشاعر وكل حياة هذا الإنسان؟!.
الحب لا يقبل بغيره، ومهما حصل ومهما كانت الأحوال وحتى لو جئت بمليونيرة بدل الفقيرة أو مليونير بدل الفقير!.
الحب يحب ويشمل بالحب كل من معه ومعها من الأهل والأقارب والمعارف وإلى آخر الدنيا. وهكذا تكون النصيحة اليوم: إن أهم مافي حياة الإنسان هو هذا الحب، وحب بدون احترام لا يمكن، واحترام بدون حب لا يمكن!.