في الدوري الكروي الممتاز.. جمهور غاضب وتعاقدات مثيرة للريبة
جولتان كاملتان من مرحلة الذهاب من الدوري الكروي الممتاز أجريتا، واتضح تماماً مستوى فرق الدوري لكل الخبراء والمتابعين والجمهور، وتعالت أصوات الاستياء من أنصار الفرق الكبيرة المنافسة على اللقب، وهم يرون فرقهم تتهاوى أمام إصرار وعزيمة الفرق الأقل جاهزية ومستوى.
أغرب التعليقات التي صدرت كانت حول تعادل بطل الدوري تشرين مع النواعير باعتبار أن لاعباً واحداً في تشرين كلّف ناديه مقدار ما تكلّفت إدارة نادي النواعير على فريقها بالكامل، ورأى البعض أن اللاعبين كانوا كسالى ووقعوا ضحية الغرور والكسل، على عكس مستضيفهم الذي احترم خصمه وتعامل بكامل الجدية فنال تعادلاً أشبه بالفوز.
وتعالت أصوات عاشقي فريق الوحدة لتغمز من قناة التعاقدات التي لم تجر على فريقها إلا الخيبة بعد أن شاهدوا فريقهم بأداء هو الأسوأ لهم منذ سنوات، والمشكلة أن فريقهم لعب مع فريقين دون مستوى حسب ميزان القوى للدوري الحالي، فلم يقدم العرض المتوقع، ولم يكن الفريق الذي يخشى جانبه، وشكروا الله أنه لم يلعب مع فرق لها وزنها وميزانها فيتعرّض لنكسات كروية قاتلة، وتساءلوا عن سبب تفريط إدارة النادي بأفضل لاعبيها دون أن يكون البديل موازياً للمغادرين على أقل تقدير وفي أدنى الحدود.
لم تكن بقية المباريات أفضل مما سبق، ولوحظ غياب المستوى وضعف الأداء بكل المباريات، وغياب الحس التهديفي، لدرجة أن من سجل في الجولة الأولى من الدوري لم يسجل في الجولة الثانية، وفي كل مباراة جديدة نجد مسجلين جدداً.
أمام هذا الواقع الفني والبدني المتراجع فإن المسؤول عنه مباشرة هو المدربون الذين برروا ذلك بضعف التحضير والجاهزية لضيق الوقت، ووضعت الفرق الكبيرة اللوم على المنتخب الوطني، حيث التزم لاعبوها بمعسكرات المنتخب، والمفروض أن يعود اللاعبون من هذه المعسكرات بقمة الجاهزية الفنية والبدنية، أما الفرق الأخرى فوضعت اللوم على الظروف، لذلك أمام هذا التبرير الذي لم نجد له موقعاً من الإعراب لأن الفرق لم تقدم ما عليها بأدنى الحدود، فإننا ننتظر فترة التوقف الأولى الطويلة لعل الفرق تستدرك ما فاتها من تحضير فربما نجد الصورة قد تغيرت للأفضل وهذا أملنا وإلا فإننا مقبلون على موسم ضبابي الشكل واللون.
القراءة الفنية التي يمكن أن نستنتجها من الدوري أن فريقي جبلة والوثبة فشلا بالتسجيل في مباراتين، والوحدة فشل في التسجيل في ثلاثة أشواط، والجيش والاتحاد قدما مباراة جيدة في الشوط الأول، وفقدا المخزون البدني في الثاني فلم يحققا المطلوب، والأرقام الأخرى تؤكد هذا الأمر، لنصل إلى حقيقة مفادها أن اللاعبين المغادرين إلى الدوريات العربية كمحترفين أفقدوا الدوري الممتاز قيمة هجومية كبرى، ولم يستطع اللاعبون البدلاء أن يغطوا هذا النقص فتاهت الكرات بين أقدام المهاجمين والمدافعين على حد سواء.
ملاحظة أخرى يمكن تسجيلها على مباريات الأسبوع الثاني تتلخص بالحضور الجماهيري القليل، فأغلب ملاعب الدوري كانت قليلة الحضور، والسبب كما رأى المتابعون إقامة المباريات يوم الخميس، والمعروف أنه يوم دوام، وهناك الكثير من رواد الملاعب وعشاقها لا يستطيعون ترك أعمالهم من أجل مباراة، لذلك كانت طلبات الرجاء لاتحاد كرة القدم أن يحرص على إقامة المباريات يوم الجمعة من أجل كثافة الحضور، فأنديتنا في هذا الموسم تعيش ضائقة مالية كبيرة، وكلما ازداد الحضور زاد الدخل، وهذه الملاحظة مهمة وتأتي في إطار جذب الجمهور وتحسين الدخل.
ناصر النجار