هل سيوسع وزير “حماية المستهلك” دائرة البكار ليطال التغيير حلب..؟
حلب – معن الغادري
لاقى قرار إعفاء مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق تفاعلاً كبيراً وإيجابياً على شبكات التواصل الاجتماعي من مختلف شرائح المجتمع، وتمنى الذين تابعوا باهتمام جولات الوزير الأخيرة في العاصمة أن يقوم بجولات مشابهة لمدينة حلب للاطلاع عن كثب على الواقع التمويني، والوقوف على حقيقة ما يجري من تجاوزات ومحاولات تحايل واضحة ومكشوفة على المرسوم 8 واستغلاله لتحقيق منافع شخصية من قبل البعض في دائرة حماية المستهلك، وهو ما تؤكده شهادات أصحاب المحال التجارية والمواطنين على السواء، بالإضافة إلى تدقيقات البعثة التفتيشية التي أنهت مهامها في المديرية قبل حوالي أربعة أشهر، وخرجت بعشرات الملاحظات والتوصيات، ومنها إحالة العديد من القضايا والملفات إلى التحقيق.
عشرات الاتصالات والرسائل وردت إلى مكتب جريدة “البعث” تؤكد أن دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية بحلب تحولت إلى ما يشبه “المزرعة” يديرها أشخاص بعينهم، ويقومون بممارسات بعيدة كل البعد عن حماية المستهلك، بل على العكس يحاولون استغلال المرسوم 8 والاستفادة منه، خاصة بما يتعلق بسحب العينات والتلاعب بتواريخها وكتابة الضبوط التموينية، بما يتعلق ببيع الخبز والمواد مجهولة المصدر، ضد مجهول، وذلك وفق ما أكده لـ “البعث” المفتش الذي دقق في الوثائق مؤخراً.
ويشير أحد العاملين الذي طلب عدم ذكر اسمه حتى لا يتعرض إلى الأذية والنقل أن موضوع سحب العينات على قدر كبير من الأهمية والحساسية، حيث يتم التلاعب بالتواريخ وتأخير إرسال العينة إلى التحليل بقصد أن تتعرض للتلف، ومن ثم يتم التفاوض عليها، بعد أن يتم كتابة وتحضير تقريرين مختلفين (مخالف أو مطابق) دون أن يتم طباعتهما لحين إتمام الاتفاق على “المعلوم”، علماً أنه يتم – وفقاً لتأكيدات أصحاب المحال والعاملين – سحب العينات دون حفظها فوراً في البراد ويتم وضعها في سيارة عادية وبعهدة السائق لفترة طويلة حتى تفسد، كون السيارة المخصصة لحفظ العينات أثناء سحبها لحين وصولها إلى المخبر معطلة.
العديد من الفعاليات التجارية بحلب – ووفقاً لمعلومات مؤكدة – التقت قبل يومين الوزير سالم ووضعته في أدق التفاصيل حول ما يجري بحلب من تجاوزات وابتزاز واستغلال للمرسوم 8. ووفقاً للمعلومات التي تسربت عن اللقاء، فإن الوزير وعد بمتابعة الملف التمويني بحلب واتخاذ ما يلزم لتصحيح مسار هذا الملف ومعاقبة المرتكبين، وهو ما نتمناه.
تبقى الإشارة إلى أن ما نشرته “البعث” مؤخراً تحت عنوان “حماية المستهلك بحلب ابتزاز وفساد ومعاون وعامل يكشفان المستور” لقي تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي وتم نشره على عدد من المواقع والصفحات المعروفة، نقلاً عن “البعث”، كما تم بثه على تلفزيون الخبر.