ملتقى الشباب الفكري.. ثوابت وطنية ومبادرات إبداعية ميدانية
حلب- غالية خوجة
يدلّ الملتقى الفكري للشباب على التوجّه نحو إضاءات للعقول الشابة لتصل إلى نضجها وتميّزها وإنتاجها للحاضر والمستقبل، انطلاقاً من الثوابت الوطنية والقيم الأخلاقية الراسخة المؤسّسة لكل زمان ومكان.
ولأكثر من هدف، أقامت قيادة فرع حلب لاتحاد شبيبة الثورة- مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبيبية “الملتقى الفكري للشباب2021” بالتعاون مع مديرية الثقافة بحلب، وفرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب ومديرية المتاحف والآثار بحلب، ضمن أماكن متعدّدة في حلب منها ثانوية معاوية والمدينة القديمة والمدينة الصناعية.
أنشطة تفاعلية ميدانية
توزّع برنامج الملتقى الذي شارك فيه 150 رفيقاً ورفيقة إلى 3 ورشات، أولاها ورشة التنمية البشرية وصناعة القادة، وثانيها ورشة الأجناس الأدبية وتقدّمها إدارة النادي الثقافي الشبيبي، وثالثها ورشة التوثيق الأثري وأعمالها ميدانية وخارجية ضمن برنامج تتمّ من خلاله زيارة آثار حلب ومنها القلعة والأسواق الشعبية والأحياء القديمة والمنازل التراثية والجامع الأموي- الجامع الكبير، وبيت أجق باش، بيت غزالة، وغيرها. وافتُتح وبالتوازي مع هذا الملتقى مخيم إنتاجي بالمدينة الصناعية بالشيخ نجار، والمخيم الوطني للمبدعين الشباب، ومعسكر إنتاجي، وحايثت هذه الفعاليات مساهمات ميدانية أخرى، منها ترحيل الأنقاض والدهانات والمشاركة في دورات الإسعاف والتمريض وغيرها، إضافة إلى العديد من الأنشطة الرياضية والترفيهية والتخطيط للمبادرات والمشروعات الصغيرة.
الأوابد الحضارية انتماء وطني
وأشارت الرفيقة رهف أحمد جاسم عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة خلال جولتها في مناشط الملتقى إلى أهمية هذه النشاطات في تطوير مهارات الرفاق الشبيبيين، وتعزيز قدراتهم وإمكانياتهم الحياتية وتقوية شخصياتهم وإطلاعهم على التراث المادي السوري، والآثار والأوابد الحضارية مما يعزّز انتماءهم إلى هذا الوطن ويساهم في خلق جيل واعٍ ومثقف.
روح الفريق نتاجنا الحقيقي
وعن أهداف هذا الملتقى، أكد لـ”البعث” الرفيق محمد ريّان هلال أمين رابطة الحمدانية أن فكر شبيبة الثورة إيجابي فاعل في المجتمع، ويسعى إلى تطوير مفاهيم القيادات المتسلسلة والكوادر المنظمة المؤهلة، من أجل إزهار فكر واعٍ لدى الجيل الشاب، ليكون الرفيق الشبيبي قائداً واعياً في مجتمعه، ومتفاعلاً ضمن فريق، تعزيزاً لروح الفريق المؤلّف من عدة فرق من عدة روابط متنوعي الفئات والأفكار، لاختيار المبادرة الرائدة ضمن المكان الأنسب لرفاقنا في المنشط، وهذا يشكّل حالة من النتاج الحقيقي من خلال تقديم الفائدة للشبيبيين وبناء ذواتهم وشخصياتهم ليكونوا سفراء الشبيبة وقادة مميزين في المجتمع، فالمتدرّب الحالي يصبح مدرّباً في المستقبل.
وأضاف: يتضمن الملتقى برنامجاً ثابتاً وأنشطة موازية مثل الورشات الحوارية، ولقاءات مع مسؤولين، الغاية منها اكتشاف الفجوة بين المدرّس والطالب والأهل والمدرسة، ومحضر الورشات والجلسات يرسل لأصحاب القرار، من أجل مناقشته وتطوير الحلول وتفعيل المزيد من الإيجابيات.
التشبث بالعراقة هوية
بدوره، أكد الرفيق محمد دحدوح عضو قيادة فرع الشبيبة بحلب رئيس مكتب الإعداد وتنمية المهارات على العلاقة بين عملية التوثيق وتشابكها مع التراث المعنوي والمادي الأثري بحلب والأبعاد الروحية والوطنية والحضارية، ملفتاً إلى التشبث بالهوية وجذورها النابتة في هذه الأرض الطيبة والقلوب الطيبة، وكيف تنمو وتزهر مع فئة الشباب المتمسكة بوطنها وتأريخها وحاضرها ومستقبلها.
وتابع: من خلال الزيارات الميدانية يتعرف الجيل الشاب على الأحداث والشخصيات التأريخية، ويتعلمون المحافظة على عراقتهم وانتمائهم وأرضهم، إضافة إلى تعرفهم على العصور المختلفة وتطوراتها وطريقة حياتها وكيفية تحديات هذه الآثار للظلاميين على مرّ الزمان، وانتصارها عليهم، كما انتصرت عليهم مؤخراً، ليطلعوا على عملية إعادة التأهيل والترميم والبناء والإعمار، وهو الجانب الأهم في الحياة.
بين الثقافة والأدب والقانون
بينما ركزت ورشة الأجناس الأدبية على التعريف بالكتابة وأساسياتها وأهم ما يميّز بين الأجناس وكيفية تطورها، وتأريخها، متوقفة عند محطات مختلفة منها أهم الشخصيات الأدبية في الشعر والقصة والرواية، إضافة إلى صقلها للمواهب الشابة وتجاربها، وتوعيتها من خلال ورشات قانونية موازية، مؤكدة أهمية التطور الثقافي كضرورة لمجتمع واعٍ متماسك وقارئ للمستقبل.