موسكو ترفض خطة توطين اللاجئين الأفغان.. ولندن تدعو مجموعة السبع لقمة طارئة
لا يزال الجدل الدولي مستمراً بخصوص ما يجري في أفغانستان في ظل الانسحاب الأمريكي المشبوه، حيث رفضت موسكو عمليات توطين اللاجئين الأفغان الفارين من قبضة طالبان في دول آسيا الوسطى وروسيا، مؤكدة رفضها هذا الإجراء الذي تحاول واشنطن وحلفائها فرضها على تلك الدول، في حين طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعقد قمة طائرة لمجموعة السبع لمناقشة الأوضاع الطارئة وفق زعمه في كابل.. في الأثناء توالت ردود الأفعال الأمريكية المنددة بقرار بايدن سحب القوات حيث اعتبر الرئيس السابق دونالد ترامب أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بهذه الطريقة “أكبر إهانة في تاريخنا العسكري.
وفي التفاصيل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تطورات الوضع في أفغانستان تمس بشكل مباشر أمن روسيا. وقال خلال لقاء عقده اليوم في موسكو مع ممثلين عن حزب (روسيا الموحدة) الحاكم لا نريد أن يتسلل إلينا مسلحون بقناع لاجئين، وسنبذل قصارى الجهد بغية ضمان استقرار أفغانستان بالتواصل مع الشركاء الغربيين” مشيراً إلى أن “الفظائع المروعة التي تحدث الآن في هذا البلد شهدناها في أراضينا قبل وقت ليس بعيد ولا نريد عودتها، لا نحتاج إلى هذه العناصر”.
ولفت بوتين إلى أن الشركاء الغربيين يصرون على إسكان اللاجئين الأفغان مؤقتاً في دول آسيا الوسطى إلى حين حصولهم على تأشيرات للذهاب إلى الولايات المتحدة أو دول أوروبا، مندداً بهذه المقترحات بشدة، ولاحظ متسائلا: “هل يعني ذلك أنه يمكن إرسال (هؤلاء اللاجئين) إلى هذه الدول المجاورة دون تأشيرات، بينما لا يريدون (الغربيون) استقبالهم في أراضيهم دون التأشيرات؟ إنه منهج مهين إزاء هذه المسألة”.
وأوضح بوتين أن هذه المقترحات تستدعي قلق موسكو، مشيراً إلى أن أعداد هؤلاء اللاجئين الأفغان الذين سيصلون إلى دول آسيا الوسطى قد تبلغ مئات آلاف أو حتى ملايين الناس وليس من المستبعد أن يكون متشددون في صفوفهم.
ولفت الرئيس إلى أن طول حدود روسيا مع دول آسيا الوسطى يبلغ ألف كلم دون أي قيود متعلقة بالتأشيرات، محذرا من أن ذلك سيسمح لهؤلاء المتشددين المفترضين بالتسلل إلى أراضي روسيا دون عوائق، وتابع: “كيف سنتعامل مع ذلك؟ يمس ذلك بشكل مباشر أمننا ومواطنينا”.
وتأتي تصريحات بوتين على خلفية سيطرة حركة (طالبان) المسلحة على العاصمة الأفغانية كابول وحالة الفوضى التي تشهدها البلاد مع استمرار انسحاب القوات الأمريكية والغربية بعد 20 عاماً من غزو أفغانستان واحتلالها بذريعة محاربة الإرهاب.
وفي السياق نفسه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم خلال اللقاء أن “روسيا تتابع التصريحات التي تدلي بها حركة طالبان بشأن وقف الأعمال القتالية والعفو عن كل المشاركين في المواجهة وضرورة الحوار الوطني العام لتشكيل هيئات السلطة الائتلافية الشاملة التي تتمسك بها الحركة” موضحاً أن الوضع في أفغانستان قيد المراقبة لأنه “أمر مهم مبدئياً بالنسبة لنا ومن وجهة نظر أمن حلفائنا في آسيا الوسطى”.
دولياً أيضاً أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن زعماء مجموعة السبع الكبار ( G7) سيعقدون الثلاثاء القادم اجتماعا طارئا لمناقشة تطورات الوضع في أفغانستان.
وكتب جونسون على حسابه في “تويتر” اليوم الأحد: “سأعقد الثلاثاء اجتماعا لزعماء G7 لإجراء محادثات عاجلة بشأن أفغانستان. من المهم حيويا أن يعمل المجتمع الدولي معا من أجل ضمان أمن عمليات الإجلاء ومنع حدوث أزمة إنسانية ودعم الشعب الأفغاني في تأمين ما تم تحقيقه من الإنجازات خلال السنوات الـ20 الماضية”.
أمريكياً، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بهذه الطريقة “أكبر إهانة في تاريخنا العسكري”.
وكشف في كلمة له أمام حشد من أنصاره عن أن حركة “طالبان استولت على أسلحة متقدمة لا تُقدر بثمن”، وأنحى باللوم مرارا على الرئيس الأمريكي جو بايدن في سقوط أفغانستان بأيدي حركة طالبان.
وقال ترامب في تجمع حاشد لأنصاره قرب كولمان بولاية ألاباما إن “انسحاب بايدن الفاشل من أفغانستان هو أكبر إظهار مثير للدهشة لعدم الكفاءة الفادحة من قبل رئيس للبلاد ربما في أي وقت”.
وأكد ترامب أن بايدن مسؤول عن هذا الوضع لعدم اتباع الخطة التي توصلت إليها إدارته وأبدى أسفه على الأفراد والمعدات الأمريكيين الذين جرى تركهم مع انسحاب القوات، وقال “هذا ليس انسحابا.. هذا استسلام كامل”.