تحقيقاتصحيفة البعث

إنعاش عصب دير الزور التجاري.. إلزام التجار بتوجيه بوصلتهم نحو شارع “سينما فؤاد”

دير الزور – وائل حميدي

يبدو أن القيادة التنفيذية في دير الزور عازمة هذه المرة على إنعاش التجارة في شارع سينما فؤاد الذي يعدّ العصب التجاري الأهم من حيث الموقع والجدوى، وهي التي طرحت الفكرة على التّجار بشكل طوعي في مثل هذا الوقت من العام الفائت، ومع ذلك لم يلقَ الأمر تلك الفاعلية اللائقة بتاريخ هذا السوق وشهرته الكبيرة بين المواطنين. وتتجلى أهمية السوق المذكور بعدد المحال التجارية الكبير نسبياً، وتوسطه الجغرافي لمساحة المدينة، وارتباطه بذاكرة أبناء المدينة قبل الحرب وعبر عشرات السنين الفائتة، إضافة إلى أن غالبية أصحاب المحال مازالوا في القطر وإن لم يكن غالبيتهم موجوداً في المحافظة.

للتذكير فإن السوق شهد مخالفات كثيرة جداً تمثّلت باستثمار كافة الوجائب المنزلية ليصبح السوق الوحيد، وبالتالي باتت تلك المخالفات أمراً اضطرارياً حدا بمجلس المدينة للقبول المؤقت بالوضع المخالف بحكم التجمع السكاني الكبير في المكان، وبعد تحرير المدينة نهاية عام ٢٠١٧ لم يعد هناك مبرر للسماح بتلك المخالفات رغم دعمها لخزينة مجلس المدينة من أموال الجباية الضريبية، ماحدا بالمكتب التنفيذي بالمحافظة لاتخاذ قرار بإعادة تأهيل أسواق ذلك الشارع بالتعاون مع إحدى المنظمات على أمل التجاوب الطوعي من قبل التّجار بترك المحال المخالفة في الوجائب المنزلية واستثمار المحال بوضعها النظامي المعروف في الشارع المذكور، ومع ذلك بقيت المخالفات قائمة، وبقي سوق شارع سينما فؤاد بانتظار المستثمرين بشكل طوعي دون نتيجة.

مؤخراً وجّه محافظ دير الزور بإزالة كافة المخالفات، والطلب من التجار التوجُّه نحو الشارع المذكور الذي تمّ تأهيله بشكل جيد من حيث البنى التحتية والكهرباء، وتأهيل واجهات المحال والأرصفة وكافة أعمال الطلاء، ليكون الشارع مخدّما تماماً بمقومات عودة تفعيل التجارة فيه. ولأن التجربة الطوعية لم تُثمر تمّ إنذار كافة مستثمري الوجائب المخالفة بالإخلاء خلال مدة أقصاها بداية الشهر المقبل، وهؤلاء وقّعوا جميعاً على التعهد بالإخلاء والتوجّه نحو شارع سينما فؤاد تحت طائلة تشميع المحل وإزلة فورية للمخالفة وعلى نفقة مجلس المدينة.

عضو المكتب التنفيذي في المحافظة حسان مغير اعتبر  لـ”البعث” أن قرار إلزام التجار بالعودة إلى شارع سينما فؤاد لا رجعة فيه، وأن بقاء المخالفات ضمن مساحة صغيرة كان مبرراً قبل التحرير، واليوم لم يعد هناك مبرر لاستمرارها، وأن التاريخ التجاري لشارع سينما فؤاد وتعلقه بذاكرة ووجدان أبناء المدينة سيكون له الأثر الكبير من حيث الجدوى التجارية، مضيفاً أن الحكومة وبالتعاون مع إحدى المنظمات فعلت كل ماهو مطلوب منها وبقي الأمر مرهوناً بالتزام التّجار الذين تجاوب قسم قليل منهم بالقرار فيما اضطرَّنا القسم الأكبر إلى اتخاذ الإجراءات القانونية في الإزالة والتشميع عبر مجلس المدينة لنُعيد للشارع المذكور اسمه وتاريخه اللائقين.

رئيسُ مجلس المدينة المهندس رائد منديل أوضح لـ”البعث” أن الشارع المذكور هو الامتداد الجغرافي لسوق (ستة إلا ربع)، ومع ماقدمناه من مقترح لإحدى المنظمات أن تتعاون معنا في إعادة تأهيل شارع (ستة إلا ربع) كان الردّ واضحاً ومنطقياً تمثّل بأن تأهيل شارع سينما فؤاد لم يُثمر بعودة التجار إليه فما الفائدة من إعادة تأهيل سوق (ستة إلا ربع) دون استثمار المحال في شارع سينما فؤاد، وبالتالي ربطت تلك المنظمة موافقتها باستكمال تأهيل سوق (ستة إلا ربع) باستثمار شارع سينما فؤاد، وحينها فقط يمكن التحدث عن إعادة تأهيل أسواق جديدة بما فيها (ستة إلا ربع) وسوق الجبيلة ومحيط القصر العدلي، وكل هذه الأمكنة متجاورة وتقع في وسط المدينة.

مدير فرع الاتصالات المهندس رمضان الضللي أوضح بدوره لـ”البعث” أن الفرع على جاهزية تامة لتزويد كافة المحال بخطوط هاتف أرضية، وأن تفعيل خدمة الانترنت adsl  لن يطول أكثر من شهرين بعدما تمّ تزويد الفرع بكامل احتياجاته من البوابات المطلوبة. ويبقى الإشكال الحالي قائماً في الشكوى التي تقدّم بها بعض التجار عن رفع الإيجارات الفوري لمحال شارع سينما فؤاد من قبل مالكيها بعد أن عرفوا بجدّية الانتقال إليه. وهنا يأمل الجميع من السلطة التنفيذية وضع ضوابط لمبالغ الإيجارات تتناسب مع المساحة الجغرافية للمحال وجاهزيتها، وهذه الخطوة يبدو أنها بالاهتمام والمراقبة الفعلية من قبل المحافظة لتشهد الأيام الأولى من الشهر المقبل عودة أهم وأكبر أسواق المدينة إلى الحياة الاقتصادية من جديد.