بوتين: السلاح الروسي يحمي أمن دول كثيرة جداً
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السلاح الروسي كان يحظى دائماً بطلب كبير في الأسواق العالمية وهو يحمي اليوم بشكل موثوق أمن دول كثيرة جداً.
وفي كلمة ألقاها لدى افتتاحه منتدى الجيش-2021 اليوم، ذكر بوتين أن “حصة أحدث أنواع الأسلحة في قواتنا النووية الاستراتيجية تفوق 80%”، مضيفاً: إن الكثير من الأسلحة الروسية لا توجد لها بدائل في العالم من حيث خواصها، وسيستمر هذا الوضع مدة طويلة بالنسبة إلى بعض أنواعها.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن تطوير الصناعات الحربية والقوات المسلحة يتم على أساس “القاعدة النقنية الجديدة وبناء على إنجازات علمنا وبرامج الدراسات الأساسية”.
وتابع بوتين: “لقد قلت مراراً إن روسيا القوية السيادية بحاجة إلى أسطول حربي قوي ومتوازن، وهو يلعب اليوم الدور المحوري في ضمان أمن دولتنا ويحمي بشكل موثوق مصالحنا الوطنية ويسهم بقسط كبير في تعزيز التكافؤ الاستراتيجي والاستقرار الدولي”.
وذكر رئيس الدولة أن سفينتين حربيتين جديدتين وأربع غواصات، بما فيها غواصتان نوويتان حاملتان للصواريخ، سيتم تدشينها في مصانع السفن الروسية اليوم.
وأشار إلى نجاح المشاريع الوطنية في مجال تصميم وتطوير الأنواع الواعدة من الأسلحة، بما فيها منظومة “كينجال” للصواريخ الفرط صوتية التي يتم إطلاقها من الطائرات، وطائرة “أوخوتنيك” المسيرة البعيدة المدى.
وقال بوتين: إن حديقة “باتريوت” (الوطني) في مقاطعة موسكو، تستضيف فعاليات منتدى “الجيش” الدولي، ومنها معرض الأسلحة والتقنيات العسكرية للمرة السابعة على التوالي، وإن المنتدى نفسه والألعاب بين الجيوش تجمع بين عسكريين روس وأجانب وقادة صناعات حربية ومدارس علمية وهندسية مختلفة.
وتابع: إن المعرض المقام في إطار المنتدى يظهر المستوى الحالي لقواتنا المسلحة والأهم أنه يمثل الطاقات الابتكارية والتقنية القوية التي ستحدّد مسارات التطور الديناميكي النوعي للجيش والأسطول في روسيا خلال السنوات القادمة، مشيراً إلى أن هذا التطوير يعدّ من أولويات الدولة الروسية.
وقال الرئيس الروسي: إن بإمكان الأخصائيين الروس وزملائهم الأجانب من حوالي 100 دولة أن يطّلعوا على المنتجات الجديدة لقطاع الصناعات الحربية ومناقشة آفاق تعميق الاتصالات في مجال التقنيات العسكرية وشؤون الدفاع وضمان المصالح الوطنية للدول.
وأكد بوتين أن لدى روسيا ما تعرضه على حلفائها وشركائها في هذا المجال، مشيراً إلى أن روسيا تنفذ في السنوات الأخيرة برنامجاً حكومياً خاصاً بتطوير قطاع الصناعات الحربية، الأمر الذي جعل ممكناً تزويد القوات المسلحة الوطنية بأنواع الأسلحة الأكثر حداثة.
وفي الشأن الأفغاني، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنها روسيا لا تخطط لأي تدخل في أفغانستان.
ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله خلال موجز صحفي يومي: “إن الاجتماع الذي عقدته المنظمة اليوم تناول مسار التطورات على اعتبار أن ذلك يهدّد باحتمال نشوب حرب أهلية جديدة في أفغانستان ويحمل معه مخاطر وتهديدات إضافية، وبالطبع لا أحد يخطط للتدخل في هذه التطورات”.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت لدى روسيا خطط للتوسط بين حركة طالبان والقوات المعارضة لها في ولاية بانجشير شمال كابل، قال بيسكوف: إن هذا الموضوع لا يدور الحديث عنه.
ولفت بيسكوف إلى أن زعماء دول منظمة الأمن الجماعي أعربوا خلال اجتماعهم عن قلقهم إزاء احتفاظ تنظيم “داعش” الإرهابي بمواقع قوية في أفغانستان باعتبار أن ذلك يمثل “اتجاهاً خطراً يهدّد دول المنظمة”، مشيراً إلى أن هناك إدراكاً عاماً لضرورة تنسيق المواقف من معالجة المسألة الأفغانية بما في ذلك في إطار منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجموعة العشرين.
وتضمّ منظمة معاهدة الأمن الجماعي ست دول هي روسيا وأرمينيا وبيلاروس وقرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف اليوم، أن روسيا لن تستعجل في رفع حركة طالبان من قائمة الإرهاب ولن تعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة.
وقال سيرومولوتوف لوكالة سبوتنيك: سنركز على الخطوات العملية للسلطات الأفغانية الجديدة والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي تصريح سابق قال الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان زامير كابولوف: لم تتحقق بعد شروط رفع طالبان من قوائم العقوبات، مضيفاً: لا يمكن القيام بهذا الإجراء إلا عندما تبدأ مفاوضات ذات مغزى بين الأطراف الأفغانية والتوصل إلى جدول أعمال واضح ودقيق والاتفاق عليه.
وفي سياق متصل، بحث سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان اليوم، قضايا التعاون في مجال الأمن وتطورات الأوضاع في أفغانستان.
وذكر مجلس الأمن الروسي، في بيان، أن باتروشيف وساليفان أجريا اتصالاً هاتفياً حيث تطرّقا إلى “قضايا التعاون الروسي الأمريكي في مجال الأمن”.
وأولى الجانبان، حسب البيان، اهتماماً خاصاً للتعاون الثنائي بين البلدين في مجال الأمن المعلوماتي.
وتبادل باتروشيف وساليفان الآراء حول تطوّرات الأوضاع في أفغانستان، التي وصلت إلى السلطة فيها حركة “طالبان” المتشدّدة.
أمنياً، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم القبض على عميل للاستخبارات الأوكرانية في مدينة تولا أثناء جمعه بيانات عن أسلحة روسية حديثة.
ونقلت سبوتنيك عن الأمن الفيدرالي قوله في بيان اليوم: إن “جهاز الأمن في مدينة تولا اعتقل مواطناً أوكرانياً بتهمة جمع معلومات تشكّل سراً من أسرار الدولة تتعلق بأحدث الأسلحة والوثائق التقنية السرية الخاصة بها”.
ووفقاً للبيان فإن المعتقل وبناء على تعليمات من الاستخبارات الأوكرانية كان يبحث عن عمال في مؤسسات الدفاع الروسية وشركات النقل السرية بهدف تجنيدهم، مضيفاً: إنه كان يهدف أيضاً إلى تجنيد مواطنين روس والحصول منهم على معلومات موثوقة حول التطوّرات الواعدة في مجال الأسلحة. وأشار البيان إلى أنه تم فتح قضية ضد الموقوف بتهمة “التجسس”.