مجموعة السبع رفضت الاعتراف بها.. طالبان: ليس لدينا قائمة ثأرية
تترقب الأوساط السياسية العالمية أن يحسم الرئيس الأميركي اليوم الثلاثاء قرارة بشأن مقترح إرجاء انسحاب قواته من أفغانستان، وفي حين رفضت قمة مجموعة السبع الاعتراف بالحركة حتى التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن، حذرت حركة طالبان من بقاء أي جندي أجنبي بعد نهاية الشهر الجاري، وواصلت الحركة مساعيها لتشكيل نظام يقود البلاد إذ عينت وزراء بالوكالة، وأفادت تسريبات بأنها تعمل على تشكيل مجلس حكم يتألف من 12 عضوا.
وقد نصحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الرئيس جو بايدن بحسم موقفه اليوم الثلاثاء بشأن تمديد مهمة الإجلاء من أفغانستان إلى ما بعد 31 آب الجاري. من جانبه، قال البيت الأبيض إن نحو 11 ألف شخص رحّلوا من كابل خلال 12 ساعة ليقترب العدد الإجمالي من 53 ألفا منذ نهاية تموز الماضي.
من جهته، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التزام بلاده بنهاية الشهر الجاري موعدا نهائيا للانسحاب من أفغانستان، مشيرا إلى أن واشنطن تتشاور مع حركة طالبان بشأن كل ما يحدث في العاصمة الأفغانية كابول.
وأكد سوليفان قدرة الولايات المتحدة على مواجهة أي تهديد إرهابي في أفغانستان أو أي منطقة أخرى في العالم دون الحاجة إلى حضور عسكري على الأرض، على حد تعبيره.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس قد قال إن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيسعى إلى إقناع الرئيس الأميركي بتمديد مهمة القوات الأميركية لما بعد نهاية الشهر الجاري. بدورها، قالت الخارجية الفرنسية إنها ترى أن هناك حاجة لتمديد مهمة القوات.
من جهتها، قالت حركة طالبان إنها لن تقبل أي تمديد لما بعد نهاية هذا الشهر. وفي هذا السياق أعلن المتحدث باسم حركة “طالبان” ذبيح الله مجاهد، أن الحركة أغلقت الطريق المؤدي إلى مطار كابل، مشيرا إلى “أننا لا نسمح بالمرور إلا للأفراد الأجانب”.
وقال: “ما نشهده في مطار كابل شيء أليم وعلى الأمريكيين ألا يحثوا الأفغان على مغادرة البلاد”، داعيا الأفراد المتجمعين قرب المطار إلى العودة إلى منازلهم، و”نحن نتعهد الحفاظ على أمنهم”. وأضاف: ” نطمئن المترجمين الأفغان بأننا سنحافظ عليهم وندعوهم إلى عدم المغادرة، كما ندعو العاملين في قطاعات الصحة والتعليم والمرور إلى العودة لأعمالهم وتقديم الخدمات”، مؤكدا “أننا لا نريد أن تتوقف السفارات الأجنبية عن العمل أو أن تغلق أبوابها ونحن ضمنا لهم الحفاظ على أمنهم”.
وأعلن أنه لا توجد لدى “طالبان” قائمة “ثأرية” بأسماء الأشخاص المستهدفين، وقال: “نحن نسينا الماضي وأعلنا العفو عن الجميع ولن نستجوب أي معارض”. وأكد أن الحركة لم توافق على تمديد مهلة الإجلاء و”نريد اكتمال إجلاء الأجانب بحلول 31 أغسطس”، مشيرا إلى “أننا نعمل على إعادة هيكلة الجيش والشرطة بشكل أفضل وإعادة المسؤولين السابقين”.
في الأثناء، أعلنت مجموعة الدول السبع، الثلاثاء، رفضها الاعتراف “أحاديا” بنظام طالبان في أفغانستان دون التنسيق مع مجلس الأمن.
وأغلق زعماء دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان) الباب مؤقتا أمام إمكانية إصدار اعتراف رسمي موحد بطالبان قبل الحصول على موافقة مجلس الأمن.
والاعتراف هو خطوة سياسية تتخذها الدول ذات السيادة وتترتب عليها آثار مهمة، بما في ذلك السماح لطالبان بالحصول على المساعدات الخارجية التي كانت تعتمد عليها الحكومات الأفغانية السابقة.
في سياق آخر، قال مصدر في حركة طالبان إن الحركة تعين وزراء ومسؤولين بالوكالة لعدد من الوزارات والمؤسسات. وقالت وسائل إعلام أفغانية، اليوم الثلاثاء إن طالبان عينت بالوكالة وزيرا للمالية وآخر للداخلية، ورئيسا للمخابرات، إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن طالبان اختارت غول آغا وزيراً للمالية، والصدر إبراهيم، وزيرا للداخلية، ونجيب الله رئيساً للمخابرات، وجميعهم في المناصب بالوكالة. وشملت التعيينات المؤقتة أيضا الملا شيرين، الذي اختير حاكما لكابول، وحمدالله نوماني رئيساً لبلدية العاصمة الأفغانية.
فيما كشفت مجلة فورين بوليسي عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن قادة طالبان سيشكلون مجلسا للحكم يتألف من 12 شخصا.
وقالت المجلة إن أبرز القادة في المجلس المُنتظر هم الملا عبد الغني برادر، والملا محمد يعقوب نجل مؤسس الحركة الملا محمد عمر، وكذلك خليل حقاني الذي تنسب إليه الإستراتيجية العسكرية التي قادت إلى سيطرة طالبان على البلاد.
وذكرت أن كلا من عبد الغني برادر والملا محمد يعقوب يعملان على ضم أحمد مسعود -نجل أحمد شاه مسعود، والذي يعارض طالبان- إلى مجلس الحكم.
وأشارت المجلة إلى أن حركة طالبان ستتجنب إنشاء مناصب كبرى من قبيل الرئيس وحتى منصب الأمير، وتسعى إلى إنشاء مجلس للحكم يحظى باعتراف دولي.
وكان المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد قال إن النظام المستقبلي في أفغانستان سيضم كل أطياف المجتمع ومسؤولين شاركوا في الحكومات السابقة.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إن الحركة لا يمكنها القبول ببقاء منطقة بنجشير خارج سيطرتها، لأنها أرض أفغانية، كما قال.
إلى ذلك، عقد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، اجتماعا سريًا في كابول، الإثنين، مع زعيم حركة طالبان عبدالغني برادر.
وهذه أول مقابلة مباشرة على أعلى مستوى بين الجانبين الأمريكي وطالبان منذ سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية.
وكشف عن هذه المقابلة مسؤولون أمريكيون مطلعون على المسألة تحدثوا لـ”واشنطن بوست” شرط عدم كشف هويتهم.