الرئيسان الروسي والصيني: تعزيز الشراكة الاستراتيجية
ناقش الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، اليوم الأربعاء، هاتفياً، طيفاً من المسائل الدولية والثنائية الأكثر إلحاحاً، على رأسها مستجدات الوضع في أفغانستان.
وأعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين) في بيان لها أن بوتين وشي ناقشا بالتفصيل مستجدات الملف الأفغاني، وأعربا عن استعدادهما لتعزيز الجهود الرامية إلى مواجهة مخاطر الإرهاب والمخدرات القائمة في هذا البلد.
وتم خلال المكالمة، حسب بيان الكرملين، التأكيد على أهمية إحلال السلام في أفغانستان بأسرع وقت ممكن، ومنع امتداد حالة عدم الاستقرار التي يمر بها هذا البلد إلى المناطق المجاورة، مما يتطلب خاصة الاستفادة من قدرات منظمة شنغهاي للتعاون بأكبر قدر ممكن.
واتفق الزعيمان الروسي والصيني في هذا الصدد على تفعيل الاتصالات الثنائية والتنسيق بشكل وثيق، بالدرجة الأولى على مستوى وزيري خارجية البلدين.
وذكر الكرملين أن بوتين وشي، بمناسبة اقتراب الذكرى الـ76 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، أشارا إلى أهمية العمل على الحفاظ على الذاكرة عن تلك الأحداث والتصدي لمحاولات تزوير التاريخ. وأشادا بتطور الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين تدريجيا وبشكل ديناميكي، معربين عن اهتمام الدولتين في تعميق التعاون بشأن كافة المسائل المطروحة على الأجندتين الثنائية والدولية.
بدورها، أفادت وكالة “شينخوا” الصينية الرسمية بأن شي أعرب خلال المكالمة عن استعداد بكين لتعزيز التواصل والتنسيق مع روسيا والمجتمع الدولي بشكل أوسع بخصوص الملف الأفغاني.
ودعا الرئيس الصيني، حسب الوكالة، إلى بذل جهود منسقة بغية حث جميع الأطراف في أفغانستان على بناء إطار عمل مفتوح وشامل، من خلال التشاور، وانتهاج سياسات خارجية وداخلية معتدلة وحكيمة، بالإضافة إلى النأي بالنفس عن أي تنظيمات إرهابية، والحفاظ على علاقات ودية مع المجتمع الدولي، لاسيما الدول المجاورة.
وذكرت “شينخوا” أن شي شدد خلال المكالمة على ضرورة تعزيز التعاون بين الصين وروسيا في مواجهة التدخلات الخارجية، نظراً لـ “الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما في التنسيق من أجل عهد جديد”، وأشار أنه يتعين على الدولتين أن “تمسكا مستقبلهما في أيديهما بحزم”، وأضاف: “يتعين على البلدين استكشاف طرق جديدة للتعاون وتوسيع مجالاته والعمل لتحقيق المزيد من نتائجه بما يقدم الدعم لكلا البلدين في لعب دور محوري لتوحيد المجتمع الدولي وتخطي الصعوبات”.
ولفتت الوكالة الصينية إلى أن بوتين أعرب عن معارضة موسكو بشدة لتسييس مسألة أصل فيروس كورونا، وأعرب عن أمل روسيا في التعاون مع الصين من أجل التعميق المستمر للتعاون العملي في مختلف المجالات، والتعزيز المستمر للتعاون في مواجهة الجائحة.
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عن أن روسيا تراقب عن كثب ما يحدث في أفغانستان ولا تزال تشعر بالقلق.
بيسكوف وفي مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، قال “نحن نراقب عن كثب ما يحدث ولدينا عمليات معينة خاصة بنا في هذا الصدد”.
وأضاف”لقد رأينا معلومات تفيد بأن حركة طالبان نفسها قد حددت الموعد النهائي لسحب القوات الأميركية من أفغانستان في 31 آب.
وتابع قوله: “الوضع يتطور والوقت ينفذ والوضع لا يزال متوتراً للغاية، ونحن نواصل مراقبته عن كثب ولا نزال قلقين”، مشيراً إلى “استمرار وجود تهديد إرهابي كبير في أفغانستان”.
بيسكوف أكد أنه “بالنسبة للهجمات الإرهابية، فلا يسع المرء إلا أن يذكر شيئاً واحداً، وهو أنه بالإضافة إلى طالبان، يوجد أيضاً عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية على أراضي أفغانستان، وهؤلاء ليسوا من مواطني هذا البلد، هم إرهابيون حقيقيون، بطبيعة الحال، فإن التهديد الإرهابي في أفغانستان مرتفع للغاية”.