أوروبا المنشأ الرئيسي لكورونا
إعداد: هيفاء علي
إذا كان وباء كورونا الحالي قد نشأ في ووهان، حسب زعم الولايات المتحدة، فلا أحد يعلم حتى الآن متى ظهرت أول حالة للوباء، ولا حتى أصله، وبحسب خبراء الصحة، هناك مجموعة مختارة من بعض المقالات التي تشير إلى الاشتباه في وجود الفيروس بعيداً عن الصين قبل وقت طويل من بدء “الوباء” في ووهان، وبالتالي، من الممكن أن يكون الوباء قد بدأ قبل أسابيع أو حتى أشهر من “الجائحة”، وبحسب هؤلاء الخبراء، فقد تم اكتشاف فيروس سارس كوفيد2 في مياه الصرف الصحي في برشلونة في 12 آذار 2019، وبعد هذا الاكتشاف، درس الباحثون المسؤولون عن هذه المراقبة العينات المجمدة، وقاموا بتحليل العينات المأخوذة في عامي 2018 و2019 التي كانت سلبية، باستثناء تلك الخاصة بتاريخ 12 آذار 2019، وقد تم العثور على الاكتشاف بطريقتين مختلفتين، ويبرر الباحثون هذه النتيجة من خلال مكانة المدينة كمركز دولي وسياحي.
وفي ايطاليا، كان الفيروس التاجي موجوداً في مياه الصرف الصحي اعتباراً من كانون الأول 2019، وفقاً لدراسة أجراها المعهد الايطالي العالي للصحة (ISS)، أثبتت أن الفيروس التاجي كان موجوداً في مياه الصرف الصحي لمدينتي ميلان وتورينو في وقت مبكر من كانون الأول 2019، قبل شهرين من ظهور أول مريض تم تحديده رسمياً في البلاد.
وفحصت الدراسة 40 عينة من مياه الصرف الصحي التي تم جمعها بين تشرين الأول 2019 وشباط 2020، وأكدت النتائج، التي تم تأكيدها من قبل مختبرين مختلفين بطريقتين مختلفتين، وجود RNA الحمض النووي الريبي، وهو عنصر أساسي في الفيروس في العينات المأخوذة في ميلان وتورينو.
وبحثت الدراسة عن أجسام مضادة محددة لسارس كوفيد2 في عينات الدم من 959 شخصاً دون أعراض يشاركون في متابعة وطنية محتملة للكشف عن سرطان الرئة، وكانت الاختبارات تتعلق بالعينات المأخوذة من أيلول 2019 إلى آذار 2020، وبالنهاية تم اكتشاف الأجسام المضادة في وقت مبكر من أيلول 2019 في عينات من عدة مناطق في ايطاليا.
أما في فرنسا فتم اكتشاف أول حالة لفيروس كورونا في 27 كانون الأول 2019، بينما تم تأكيد أول حالة إصابة في الألزاس في مستشفى ألبرت شفايتزر التابع لمؤسسة دياكونات، حيث قام الدكتور ميشيل شميت، رئيس قسم التصوير الطبي بالعيادة، بتحليل جميع عمليات المسح التي تم إجراؤها في المؤسسة، وبالتالي يُعتقد أن الحالات الأولى التي سُجلت في المنشأة ظهرت في 16 تشرين الثاني 2019.
في السياق، واستناداً إلى تحليل عينات مصل من أكثر من 9000 بالغ، تم جمعها كجزء من مجموعة كونستانس، حددت دراسة أجراها باحثو المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة اختباراً إيجابياً للأجسام المضادة لفيروس سارس كوفيد2 التي تم اختبارها على 353 مشاركاً، تم جمع 13 منهم بين تشرين الثاني 2019 وكانون الأول 2020، حيث أشارت البيانات المنشورة في المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة إلى انتشار مبكر للفيروس في أوروبا حتى قبل ظهوره في مدينة ووهان الصينية.