رياح الأزمات تضرب رياضتنا بقوة.. وفرحة نادي الفيحاء منقوصة
تعيش أنديتنا جميعاً أزمات كثيرة لا تعد ولا تحصى، وكانت سابقاً تعاني من اضطرابات إدارية تتخللها الشللية المقيتة وما فيها من خلافات ومشاكل قضت على كل إيجابية في هذه الأندية، ودوماً كنا نرى الطابور الخامس يتصدى بقوة للقائمين على الإدارات، ويبث فيها روح الفتنة والفرقة لسبب واحد أن هؤلاء هم خارج الإدارة فقط.
هذه السلبية عانت منها أغلب أنديتنا الكبيرة لما فيها من مطامع كثيرة، ولأنها تحقق شهرة مطلوبة عند الكثيرين، خصوصاً ضعاف النفوس.
هذا الموسم ظهرت أزمة جديدة في الرياضة عموماً، وفي أنديتنا على وجه الخصوص، وهي الأزمة المالية الخانقة التي جعلت واردات الأندية من الاستثمار وغيره أدنى بكثير من نفقاتها.
نحن أمام موسم صعب في كل الرياضات وفي كل الأندية، حتى إن الكثير من الكوادر الإدارية باتت تتهرب من تولي مناصب في إدارات الأندية نظراً لصعوبة العمل في ظل الشح المالي، وما زاد هذه الأزمة صعوبة أن الكثير من الداعمين والمحبين أداروا ظهورهم للأندية في ظل ظروف تعاني منها البلاد عموماً، والفعاليات الاقتصادية والتجارية على وجه الخصوص.
الصورة البادية كمثال أن إدارة نادي حطين الجديدة استقالت ولم يمض شهران على تعيينها، والسبب أنها فشلت بتأمين ريوع مالية للنادي، وقد أُغلقت بوجهها كل الأبواب التي كانت مفتوحة على مصراعيها، ولأنها لم ولن تستطيع تأمين متطلبات النادي، فرأت أن الاستقالة والابتعاد أفضل الحلول لعل آخرين يستلمون النادي ويكونون قادرين على انتشاله من أزمته القاسية، وكما علمنا فإن بوادر أزمة مماثلة قد تعصف بوجه تشرين ومازال يتصدى لها بقوة، وفي نادي الاتحاد قصة مغايرة، فالنادي يعمل دون غطاء مالي ثابت، وينتظر إعانات من هنا وهناك، ومشاكله المالية تتنامى ككرة الثلج، ولن نفاجأ بأي شيء كارثي قادم لأن إدارة النادي تختبئ خلف اصبعها وترحّل التزاماتها المالية للمستقبل القريب والبعيد، وكذلك نادي الوحدة يعيش أزمات تفوق غيرها من أزمات الأندية، فالوضع الإداري بات أكثر صعوبة من ذي قبل مع استقالة ستة أعضاء، والنادي يعيش فراغاً كبيراً طغى على كل الأزمات الأخرى.
فرحة وحزن
قد تكون الواجهة في هذه الأزمات كرة القدم، لكن بقية الألعاب تعاني من أزمات مماثلة نجدها قائمة على أرض الواقع، وعلى سبيل المثال تأهلت سيدات نادي بردى إلى الدرجة الأولى بكرة السلة والنادي غارق في أزمة اقتصادية لأسباب مختلفة، منها الاستثمار الضعيف الذي لم يعد قادراً على تلبية حاجات النادي، لذلك جاءت فرحة التأهل ممزوجة بالحزن والقلق على فريق له طموح الكبار، لكنه غير قادر على تأمين متطلبات الاحتراف، وقبل أيام كرّمت إدارة نادي الفيحاء فريق رجال سلتها المتأهل إلى الدرجة الأولى (دوري المحترفين)، الفرحة عمت النادي بهذا الإنجاز المحقق، ولكن هل يكفي هذا؟ هل هذا هو السقف الذي يمكن أن تصل إليه هذه السلة الواعدة التي تخدم منطقة سكنية كبيرة مملوءة بالخامات والمواهب؟.. رئيس نادي الفيحاء كان فرحاً بالطبع لكن فرحه مشوب بالحذر، فقد بات الفريق على أعتاب سلة المحترفين التي تتطلب الملايين، ومن أين ستأتي هذه الأموال؟.
معادلة معكوسة
رغم أن التأهل من درجة إلى درجة أعلى يعتبر إنجازاً، لكن الغصة تسرق فرحة التأهل والإنجاز، ونجد حقيقة أن الأندية بإنجازها هذا تشعر أنها في ورطة وليس بفرحة، وهناك الكثير من الأندية اتخذت خطوات استباقية لتبتعد عن ورطة التأهل فتراخت في الأدوار النهائية لتبقى في مواقعها السابقة، وهذا ما وجدناه حقيقة في بطولات عديدة، ومنها نهائي الدرجة الأولى المؤهل إلى الدرجة الممتازة!.
ناصر النجار