لافروف: التدخل في الشؤون الداخلية للدول “غير مقبول”
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واستخدام القوة في تجاوز القانون الدولي “أمر غير مقبول أبداً” وعلى الولايات المتحدة أن تعي ذلك.
وقال لافروف للصحفيين في فيينا عقب محادثات مع نظيره النمساوي الكسندر شالنبرغ اليوم: “لا داعي للتدخل في شؤون الآخرين ولا حاجة لاستخدام القوة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة”، وشدّد على أن أهم استنتاج يمكن للأمريكيين استخلاصه من الوضع في أفغانستان هو أنه لا داعي لتعليم أحد كيف يعيش أو فرض ذلك بالقوة.
وأضاف لافروف: رأينا في سورية وليبيا والعراق وأفغانستان عندما أراد الأمريكيون إجبار الجميع على العيش بالطريقة التي يراها الأمريكيون مناسبة، داعياً الجميع إلى حل أزماتهم الخاصة بأنفسهم.
ولفت لافروف إلى أن الحملات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في عدد من دول العالم “لم تؤدِّ إلى شيء جيد”، بل أدّت فقط إلى “تصاعد الإرهاب في بعض الحالات وتهريب المخدرات وتنامي هذه الأعمال بشكل غير مسبوق، كما نتج عنها المهاجرون غير الشرعيين وتدفق هؤلاء الذين غمروا أوروبا فور قصف الناتو لليبيا”.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين موسكو وبروكسل أكد لافروف أن الاتحاد الأوروبي يتحمّل المسؤولية عن “الحالة البائسة” التي وصلت إليها هذه العلاقات، مشيراً إلى أن الاتصالات بين موسكو والاتحاد تقلّصت إلى أدنى حد نتيجة سياسة بروكسل الهادفة إلى ردع روسيا.
وأبدى لافروف استعداد بلاده لتطوير حوار “براغماتي” مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه في أجواء من المساواة والاحترام المتبادل حصرياً والبحث عن تفاهمات في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي الشأن الداخلي، ألقى الأمن الروسي القبض على 31 عنصراً مما تسمّى جماعة التوحيد والجهاد الإرهابية المحظورة في روسيا، وذلك خلال عمليات قام بها في موسكو وعدد من الأقاليم في البلاد.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في بيان نقلته سبوتنيك: قام جهاز الأمن بالتعاون مع وزارة الداخلية والحرس الوطني الروسي وفي إطار عملية خاصة في كل من موسكو ونوفوسيبيرسك وياكوتسك وكراسنويارسك وكانسك وإقليم كراسنويارسك بالكشف عن نشاط لمنظمة “جماعة التوحيد والجهاد” الإرهابية المحظورة في روسيا بقرار من محكمة موسكو العسكرية لعام 2019 وأوقف 31 شخصاً بينهم متزعمون.
ووفق البيان قام أعضاء الخلية بتجنيد وإرسال مجندين إلى مناطق النزاع وتمويل الإرهابيين في سورية، إضافة إلى توجيه دعوات لارتكاب جرائم إرهابية.
ويواصل الأمن الروسي عملياته لملاحقة وتوقيف الخلايا الإرهابية حيث أعلن في الـ18 من الشهر الجاري ضبط خلية إرهابية في شبه جزيرة القرم.
داخلياً أيضاً، أعلن المدير العام لمؤسسة روس أبورون إكسبورت الحكومية الروسية لتصدير الأسلحة ألكسندر ميخييف اليوم، أن المؤسسة وقعت نحو 20 عقداً بقيمة تزيد على 2 مليار يورو ضمن منتدى آرميا 2021.
ونقلت سبوتنيك عن ميخييف قوله للصحفيين: “في إطار المنتدى أجرى وفد المؤسسة لقاءات ومفاوضات مع ممثلين عن 35 دولة 17 منها على مستوى وزراء الدفاع والنواب ورؤساء الأركان العامة ومستشاري رؤساء الدول وتم توقيع عقود بأكثر من ملياري دولار”.
وكان ميخييف أعلن يوم الجمعة الماضي أن محفظة طلبات المؤسسة تتجاوز 52 مليار دولار وستزداد بشكل كبير مع اختتام منتدى آرميا 2021.
وتستمر فعاليات منتدى آرميا 2021 التي انطلقت في الـ22 من آب الجاري وتستمر حتى الـ28 منه في مقاطعة كوبينكا بالقرب من موسكو.
وفي سياق متصل، أكد بافيل سوزينوف، المصمم العام، نائب مدير شركة “ألماز – أنتي” أن مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية من طراز “إف – 22 رابتور” و”إف-35 لايتنيغ 2″ يمكن رصدها بواسطة الرادارات الروسية.
ونقلت وكالة أنباء نوفستي عن المسؤول في صناعات وسائل الدفاع الجوي الروسية قوله بهذا الشأن: “حتى الآن لا توجد أهداف غير مرئية بالنسبة لنا على الإطلاق. الطائرات المأهولة بمختلف أنواعها، سواء كانت طائرات شبحية أم طائرات تقليدية، أف – 15، أو إف – 16، يمكن رصدها جميعاً بشكل مثالي بواسطة راداراتنا، وتوفر أنظمتنا المضادة للطائرات حماية موثوقة ضدها”.
ولفت المصمم العام لشركة “ألماز – أنتي” المنتجة للرادارات إلى أنه “على الرغم من وجود بعض الانخفاض في مناطق الكشف عن المقاتلات (إف – 22) و(إف – 35)، إلا أن راداراتنا الحديثة تعمل بفعالية معها”.
وأضاف المصمم العام: إن جوهر تقنيات الشبح هو “الحد، في ظروف التداخل، من مناطق الكشف عن هذه الطائرات، وبالتالي مناطق الإضرار بها”، مضيفاً: “ولكن انخفاض مناطق الإصابة المحتملة يتم تعويضه بزيادة في إمكانات الطاقة والحماية ضد الضوضاء في مجمعاتنا الحديثة”.
وكانت الشركة الروسية لـ”هندسة الراديو ونظم المعلومات” قد أفادت في كانون الأول 2020 بأن محطة الرادار “كونتينر” الموجودة في جمهورية موردوفيا الروسية رصدت “طلعات لمقاتلات الشبح التابعة للناتو”.