الحالة الشبابية الوجدانية تتحوّل إلى مبادرة مجتمعية واسعة
اللاذقية- مروان حويجة
لاقت اللفتة الإنسانية الرائعة من أصدقاء وزميلات الطالبة تسنيم محمد منى في الصورة الجماعية للدفعة تفاعلاً واسعاً من المجتمع عبر التعاطي الإنساني للطلبة ومحبتهم لزميلتهم الطالبة المريضة التي حرمها مرضها من امتحان السنة التحضيرية وتمسكهم بها.
وقد نشرت “البعث” مؤخراً هذه اللفتة الوجدانية وقد انبرى عدد كبير من شخصيات مجتمعية وعلمية وثقافية وشبابية طلابية لالتقاط جوهر هذه اللفتة بإرادة إنسانية خالصة وتحويل اللفتة من أحاسيس وجدانية عامرة بالحب والوفاء إلى إرادة فعل للخير عبر المطالبة بالنظر في وضع الطالبة تسنيم كونها طالبة متفوقة، وهذا التفوق موثّق في درجات تحصيلها العلمي، إلا أن ظروف المرض حرمتها من الامتحان. وقد تفاعل عدد كبير من المتابعين والأساتذة والطلبة والمهتمين والشخصيات والصفحات مع مساعدتها والنظر في وضعها وظرفها الطبي الطارئ المستجد، مؤكدين أن تسنيم إحدى طالبات السنة التحضيرية للكليات الطبية في جامعة تشرين، تمّ تشخيص حالتها بمرض سرطان الدم النقوي (AML) في بداية الفصل الثاني من العام الدراسي، وقرّر الفريق الطبي المتابع لحالتها في مشفى تشرين الجامعي عزلها بشكل كامل ومباشرتها في العلاج الكيماوي المتعب نفسياً وجسدياً، وتبيّنت فيما بعد حاجتها الملحّة لإجراء عملية زراعة النّقي مما اضطّرها للسّفر إلى لبنان لاستكمال علاجها هناك، مما أدّى إلى حرمانها من التّقدم لامتحاناتها الجامعية للفصل الثاني. وبحسب قوانين السنة التحضيرية لا يحق للطالب التقدم إليها إلا مرة واحدة فقط مدى الحياة، علماً أنه لا تتوافر إمكانية لإيقاف التسجيل في هذه السنة بالتحديد، لذلك تُعتبر تسنيم راسبة في الفصل الثاني وبمعدل صفر، وبهذا تكون قد فقدت أكبر أحلامها وهو الالتحاق بكلية الطب البشري، وأشارت كلمات المشاركين إلى أن الاستثناءات وُجدت لمثل هذه الحالات الإنسانية، علماً أن تسنيم كانت قد حصلت على مرتبة ومعدل عالٍ بين زملائها في الفصل الأول من السنة التحضيرية 80.2%. ولاقى هذا الموضوع اهتماماً كبيراً من الاتحاد الوطني لطلبة سورية، والتأكيد بأنه سيتمّ النظر بالمشكلة، والتواصل مع الطالبة وإعلامها بعد اتخاذ القرار المناسب والصحيح لعلاج مشكلتها، وسيكون الاتحاد معها وداعماً لها حتى إيجاد الحلّ المناسب.