البنتاغون والناتو يتهمان “داعش” بانفجاري محيط مطار كابول
لم يكد مطار كابول ينفض عنه غبار الانفجارين، اللذين وقعا فيه اليوم، حتى خرجت أصوات غربية من داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتقول إن تنظيم “داعش” الإرهابي يقف وراء هذا الهجوم، وذلك قبل أن يتبنّى التنظيم نفسه هذا الهجوم.
وبعد أن حذّر مسؤولون أمريكيون وبريطانيون من وقوع هجمات إرهابية على سور مطار كابول، وقع تفجيران أمام البوابة الرئيسية له، حيث أكد مسؤولون أمريكيون آخرون سقوط قتلى وجرحى في التفجيرين.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن انفجاراً وقع أمام بوابة أبي (وهي البوابة الرئيسية)، واصفاً إياه بـ”هجوم مركب خلّف ضحايا بين الأمريكيين والمدنيين”. وأشار إلى أن انفجاراً واحداً آخر على الأقل دوّى بالقرب من موقع الأول، أمام فندق “بارون” الواقع مقابل المطار الذي تستخدمه القوات البريطانية في عمليات الإجلاء.
ونشرت وسائل إعلام وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق المشاهد المروعة لآثار التفجيرين اللذين خلّفا عشرات القتلى. وتظهر المشاهد أكواما من عشرات الجثث والأشلاء وأطراف القتلى والجرحى.
ولم يتم حتى الآن الإعلان رسميا عن حصيلة ضحايا الهجوم بينما تحدثت مصادر صحية وإعلامية مختلفة عن مقتل حوالي 60 شخصا وإصابة نحو 150، فيما أفادت وسائل إعلام غربية استنادا إلى مصادر أمريكية بمقتل 12 عسكرياً أمريكياً على الأقل.
ورجّح مسؤولون أمريكيون أن انتحارياً فجّر نفسه أمام بوابة “أبي” وسط حشد من المواطنين الأفغان الراغبين في مغادرة بلدهم. ونقل موقع “بوليتيكو” عن مسؤول أمريكي إن تنظيم “داعش” يقف وراء الهجوم.
وامتلأ ممر مائي بجوار سياج المطار بالجثث المضرجة بالدماء، وتم نقل بعض الجثث ووضعها في أكوام على جانب الممر المائي بينما عكف مدنيون ينتحبون على البحث عن أحبائهم.
وقالت عدة دول غربية: إن عمليات إجلاء المدنيين جوا انتهت فعلياً الآن مع إغلاق الولايات المتحدة أبواب المطار، مما يعني إغلاق طريق الخروج أمام عشرات آلاف الأفغان الذين عملوا مع الغرب على مدى عقدين.
وعقب الانفجار، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنها تعمل بشكل عاجل لتحديد ما حدث في مطار كابول وتأثيره على جهود الإجلاء الجارية. وأضافت الوزارة: “يظل شاغلنا الأساسي هو سلامة أفرادنا والمواطنين البريطانيين ومواطني أفغانستان، نحن على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين في الناتو على المستوى العملياتي بشأن الاستجابة الفورية لهذا الحادث”.
من جهته، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أثناء زيارته لإيرلندا، أن الوضع في أفغانستان تدهور بشكل عميق وهو متوتر للغاية حول مطار كابول. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيرلندي ميشيل مارتن: “نواجه وضعاً متوتراً للغاية”، داعياً إلى توخّي الحذر. وقال أن سفير فرنسا في كابول سيغادر أفغانستان ويواصل عمله من باريس.