نانسي زعبلاوي: أحب الأغنية العاطفية والجمهور يحب غنائي باللهجة المصرية
بعد سنوات الحرب الطويلة، ثم جائحة كورونا، تعود نانسي زعبلاوي لتقف على مسرح الاوبرا، وتلتقي بجمهورها ومحبيها بأمسية طغت عليها اللهجة المصرية، النمط الغنائي الذي تمضي به زعبلاوي وأبدعت بغنائه مختارة أجمل الأغنيات الدرامية الحزينة، وقد زادت الإضاءة الرومانسية من وقع مفرداتها بمرافقة الفرقة بقيادة المايسترو نزيه أسعد، وبحضور مميز للأكورديون، العازف وسام الشاعر، والبزق، العازف رأفت بوحمدان، واعتمدت زعبلاوي في مواضع على الغناء مع مرافقة جزئية للموسيقا.
شاركت في الحفل الشابة الصغيرة غنى بوحمدان ذات الصوت الشجي بالغناء بالتناوب مع زعبلاوي، وبالغناء الثنائي لرائعة بليغ حمدي التي غنتها ميادة الحناوي “الحب اللي كان”، فقدمتها زعبلاوي للجمهور بقولها “سورية ولّادة للفن والمبدعين”.
تنوّعت الأمسية بين اللون الطربي والمعاصرة، فاستحوذت على إعجاب الجمهور منذ الدقائق الأولى بغنائها “توبة يا شوق”، كلمات حسن سعد، وألحان وجدي شيا، إلا أن أغنيتها الخاصة التي أطلقتها على اليوتيوب وتقاطعت معها من حيث المضمون “ناس تانيين” باللهجة المصرية أيضاً كانت الأجمل وتحكي فيها مثل سائر أغنياتها قصة حب “ورجع تاني عيد حساباتي”، مع مرافقة الكمان والبيانو والدرامز، ووظّفت فيها طبقات صوتها بالتدرجات الصوتية، وخاصة الخاتمة، كما غنت “نسيانك صعب أكيد” لهاني شاكر، كلمات سمير الطائر، ألحان خالد الأمير، وعادت إلى الأغنيات الأقدم مع ألحان رياض السنباطي وأغنية “والتقينا”.
وخلال الأمسية أحيت زعبلاوي ذكرى الراحلة الكبيرة ميادة بسيليس التي طالما نثرت الفرح على جمهور الاوبرا من هذا المسرح، فاختارت أغنية “أنا”، كلمات أيمن زيدان، وموسيقا سمير كويفاتي، التي يعتمد فيها على البيانو، فعزف المقدمة الموسيقية العازف وسام الشاعر على البيانو، ثم تواصلت مع البزق “لو غبت ومشيت ونسيت”.
كما حيت زعبلاوي الملحن الراحل خالد البكري بالأغنية الرائعة التي تحكي عن نكران الحبيب بحكاية مؤثرة بصوت زعبلاوي المعبّر درامياً “لما سألوه عليّ”، كلمات عاصم حسين، وسُبقت بصولو الناي.
وفي لون غنائي آخر، أهدت زعبلاوي جيل السبعينيات الأغنية الشهيرة “مغرم بعيونك” لوليد توفيق، ألحان ملحم بركات، وغنت من كلمات وألحان مروان خوري “مستحيل- شو الذكرك فينا”، واختُتمت الأمسية بـ “راياتك بالعالي” لايلي شويري.
تخللت الأمسية مقطوعة للموسيقا الآلية لأغنية “سكادا”، قدم فيها الموسيقيون تقاسيم متتابعة للقانون، ثم الناي، ثم البزق، ثم الكمان، ومن ثم تابعت الفرقة مع الوتريات الجمل اللحنية السريعة.
تنوّع اللهجات
نانسي زعبلاوي التي بدأت بغنائها للأطفال وأصدرت ألبومين: مستحيل عام 2005، والحكاية باللهجة المصرية عام 2009، وتبعتها أغنيات عدة ضمن مشروعها الغنائي باللهجة السورية والخليجية والمصرية، كما غنت شارات درامية، وشاركت في مهرجانات، صرحت لـ “البعث” عن التنوّع باللهجات، بأن اهتمامها بالكلمة التي تؤثر بها بغض النظر عن اللهجة، وأن الجمهور يعجب بالكلمة الجميلة المعبّرة، وعلى الأغلب جمهورها يحب غناءها باللهجة المصرية، وهي تميل إلى الأغنيات الدرامية الحزينة سماعاً وغناء، وحالياً تحضّر لألبوم جديد.
اللعب على اللحن
المايسترو نزيه أسعد بيّن أن أغنيات نانسي زعبلاوي تتسم بلحنية جميلة، وبتوزيع هارموني حديث، وإيقاعات متنوعة، وأغنياتها عامة أنيقة وناجحة، وتتميز نانسي باجتهادات باللعب على اللحن المدوّن والأداء من شخصيتها، إضافة إلى صوتها الواسع، وخبرتها بالتسجيل بالاستديوهات، وحضورها الجميل على المسرح “بكاريزما” جميلة.
ملده شويكاني