هواجس أيلول..!
لم يعد بمقدور أغنية فيروز الجميلة “ورقوا الأصفر شهر أيلول” تجميل وتلوين أيامه التي يشرع فيها العام الدراسي أجنحته إيذاناً ببدء عام جديد يستقبل ويودّع فيه أجيالاً وينقل أخرى لمرحلة تالية.
ورغم الفرح والبهجة العارمة التي كانت تحملها تلك الأيام، إلا أنها تحوّلت اليوم مع الأسف لهواجس وكوابيس تنوء تحتها قدرة الأسر والعائلات التي تنتمي للطبقات المجتمعية الوسطى والفقيرة وما أكثرها، بعد أن أصبح “شهر أيلول” مثقلاً بهموم تأمين القرطاسية والكتب والثياب والأحذية المدرسية والرياضية وأقساط رياض الأطفال والمدارس الخاصة التي فاقت وتجاوزت كل التوقعات والإمكانيات!.
وفوق هذا وذاك أتت المخاوف “المشروعة” من مخاطر عدوى انتقال وباء العصر والوافد “اللعين” كوفيد-١٩ بأشكاله المتحورة رغم إجراءات الحيطة والحذر الموعودة بما فيها تلقيح العاملين في ميدان التربية والتعليم العالي. يضاف إلى كل ذلك تأمين مستلزمات “بيت المونة” -رغم محدوديتها- بحكم ثنائية الغلاء الفاحش والكهرباء المقننة، وهو همّ جديد آخر ينضم لقائمة الهموم التي يحسب لها ألف حساب!!.
إذاً نحن أمام شهر متخم بالالتزامات والواجبات التي لا تحتاج لسرد وشرح وتفصيل، وهو أمر جليّ وواضح وضوح الشمس، ما بات يستدعي التدخل والتصويب ووضع الأمور في نصابها وسياقها الصحيح كما جرت العادة، وهذا ما يتوقعه وينتظره الكثيرون!.
وإننا نعتقد أن التعويل على مساهمات المجتمع الأهلي ودور منظماته وجمعياته -رغم أهميتها- في دعم الأسر المحتاجة، لا يمكن أن يكون بديلاً عن تدخل الدولة بعد أن ابتلع الغلاء وزيادات الأسعار المتسلسلة والمستمرة كل شيء، وهذا لن يكون بقرض استهلاكي ولا بقرض مصرفي، أو بتأجيل أو جدولة استحقاق بنكي.
وائل علي
Alfenek1961@yahoo.com