بعد توقف نبضه.. مسرح المركز الثقافي بسلمية يعود بخفي حنين
البعث- نزار جمول
تساءل مثقفو سلمية: لطالما أن المركز الثقافي، الذي احتضن مئات الأنشطة الثقافية والفنية المختلفة لكبار الشعراء، والكثير من الأعمال المسرحية التي قدّمها كبار نجوم سورية، سيعود بخفي حنين كما كان، وبتعديلات بسيطة على مسرحه، ولتعود كراسيه نفسها، بحجة عدم الاتفاق مع المتعهد بسبب فرق الأسعار، فلماذا كل تلك المماطلة في إنجاز ما لم يُنجز؟!.
هي أسئلة كان لا بد من أن نسوقها لمن أراد أن يسوّق لمكان غير مناسب بزمان غير مناسب، فلا يمكن أن تستبدل الأصل بالمقلد، خاصة وأن هذا الأصل احتضن الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية التي لا يمكن لأي قرار أن يلغيها، وعلى رأسها مهرجان الشعر الذي كان طقساً سنوياً ولاقى اهتماماً إعلامياً كبيراً وشعبياً أكبر، ولن ننسى خشبته المسرحية التي استقبلت على أعمالاً مسرحية لكبار الكتّاب السوريين والعرب والأجانب، ومهرجان الماغوط المسرحي الذي انطلقت أولى دوراته في العام ٢٠٠٧ واستمر لأربع دورات متتالية، وحضرها نجوم الدراما والمسرح السوريون أمثال فنان الشعب الراحل رفيق السبيعي والراحل نضال السيجري وسلاف فواخرجي ووائل رمضان وصباح الجزائري وحسام تحسين بيك وغيرهم الكثير، وليتوقف نبضه مع اندلاع الحرب الإرهابية حتى تم النصر والتحرير، ولينتظر مسرحيو سلمية عودة هذا المهرجان إلى مكانه الطبيعي.
ومع كل ما حدث لسلمية وثقافتها، والذي تمثل بخروج مركزها الثقافي ومسرحه عن الخدمة بحجة الصيانة، بدليل عودة هذا المسرح بتجهيزاته السابقة مع تغيير بسيط، لا بد لهذه العودة أن تفرح المثقفين والفنانين والمسرحيين، لعل وعسى أن يعاود هذا المركز استقطاب الفعاليات الثقافية الفنية، لأن مدينة كسلمية تستحق احتضان أنشطة ثقافية تتناسب مع النتاج الفيَّاض لمثقفيها، والذي لن ينضب نبعه.