بعد هجمات كابول.. سياسيون أميركيون يطالبون بايدن بالاستقالة
طالب عددٌ من الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة الرئيسَ الأميركي جو بايدن بالاستقالة، بعد الهجومين الانتحاريَّين اللذين وقعا بالقرب من مطار كابول، واللَّذين تبنّاهما تنظيم “داعش”، واستهدفا القوات الأميركية الموجودة هناك، وأوقعا قتلى وجرحى بين صفوفها.
وأفادت شبكة “فوكس نيوز” التلفزيونية أنَّ السفيرة السابقة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، وأعضاء آخرين في الحزب الجمهوري، طالبوا الرئيس بايدن بالاستقالة، بعد ما وصفوه بـ”المجزرة” التي وقعت في مطار كابول.
من جهته، طالب دبلوماسي في الناتو طالبان التحقيق في شبكة داعش في كابول بعدما سمحت للآلاف بمغادرة السجون.
أمّا عضو لجنة القوات المسلحة، السيناتور مارشا بلاكبيرن، فطالبت بـ”استقالة جماعية لكبار المسؤولين الأميركيين”، على خلفية تداعيات الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وذكرت منهم الرئيس جو بايدن، ونائبة الرئيس كمالا هاريس، ووزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميللي.
وقالت بلاكبيرن، في تغريدةٍ في “تويتر”، إنَّه يتعين على هؤلاء جميعاً “الاستقالة، أو مواجهة محاكمات بالإقالة، وخروجهم من الخدمة الرسمية”.
وأصدرت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، بياناً عبّرت فيه عن إدانة المجلس بشدة للهجوم الإرهابي الذي وقع خارج مطار كابول.
وأضاف البيان أنَّه “منذ نهاية تموز ، تم إجلاء أكثر من 100 ألف شخصٍ من أفغانستان بمساعدة الجيش الأميركي والقوات المتحالفة معه”.
وأشارت بيلوسي أيضاً إلى أنَّ “الكونغرس يشعر بقلقٍ عميقٍ بشأن الوضع في أفغانستان، أمنياً وإنسانياً”.
وأضافت بيلوسي “بينما نعمل مع إدارة بايدن على تحقيق الاستقرار في الوضع، يجب أن يظل الكونغرس على اطلاع دائم. ولهذا السبب، طلبتُ من الإدارة الاميركية مواصلة إحاطة الأعضاء بشأن أفغانستان”.
في الأثناء ، قال بايدن، اليوم الجمعة، إن “الهجوم الذي وقع في كابول نفذته مجموعة تسمى داعش – خُراسان”، متوجهاً إلى الذين شنّوا هذا الهجوم بالقول “إننا لن نغفر لكم، ولن ننسى، وسنصطادكم”.
وفي كلمة للرئيس الأميركي تناول فيها التطورات في أفغانستان بعد تفجيرات كابول، أضاف أنه “تمّ إجلاء أكثر من 12 ألف شخص خلال الساعات الـ12 الماضية”، مؤكداً أنه يتابع “عن كثب التطورات في أفغانستان، ونحن غاضبون، وقلوبنا منفطرة نتيجة ما جرى”.
وأوضح الرئيس الأميركي أنه تم “إجلاء أكثر من 100 ألف شخص إلى أماكن آمنة خلال الأيام الـ11 الماضية”، لافتاً إلى “أننا كنا نعلم بأن عمليات الإجلاء من أفغانستان ستتم في ظروف صعبة”.
وقال بايدن إنه “لا يوجد دليل قدّم لي على وجود تواطؤ بين حركة طالبان مع داعش في تنفيذ هجوم مطار كابول”، ذاكراً أن “قياداتنا العسكرية أبلغوني بأنهم سينهون المهمة بعمليات الإجلاء دوت الحاجة لإرسال مزيد من القوات الإضافية”. وأكد أنه طلب “من القادة العسكريين الأميركيين وضعَ خططٍ للرد، في الوقت والزمان الملائمين، على فرع داعش في أفغانستان، والذي نفّذ هجوماً مميتاً في كابول”.
وأشار بايدن إلى أنه نحن على معرفة بقادة “داعش” الذي وجهوا هذا الهجوم في كابول وسنلاحقهم. وتابع “لن يردعنا الإرهابيون عن التراجع عن استراتيجيتنا وعن عملية الإجلاء، ومهمّتنا ستستمر”، مضيفاً “لدينا ثقة كبيرة بجيشنا الذي سيُنهي مهمتنا هناك، وفي استطاعتنا إنهاء مهمتنا في أفغانستان بنجاح”. وصرح بأنه يتحمل المسؤولية “بصورة أساسية عن كل ما حدث مؤخراً”.
وقال بايدن إن “لا أحد يثق بطالبان، لكننا نراهن على مصالحهم في طريقة تعاملنا معهم، ومن مصلحتهم مغادرة القوات الأميركية”، مشيراً إلى أن لدى “طالبان مصالح، ومنها الإبقاء على مطار كابول مفتوحاً”.
كما أكد الرئيس الأميركي “أننا مستمرون في عملية الإجلاء، ولا تزال الفرصة قائمة لمن يريد مغادرة أفغانستان حتى 31 آب. وقال إن “تقييمات الجيش الأميركي هي أن قاعدة باغرام الأميركية لم تكن لتضيف قيمة كبيرة إلى عملية الإجلاء، وكان من الحكمة التركيز على مطار كابول”. وتابع: “لم يتم شنّ هجوم على الأميركيين في السابق بسبب وجود اتفاق بين حركة طالبان والإدارة السابقة”. وقال إن الرئيس الأميركي السابق أبرم صفقة مع “طالبان” تقوم على إخراج القوات الأميركية من أفغانستان، مشيراً إلى أن “الوقت حان لإنهاء حرب امتدت 20 عاماً”.
وأشار الرئيس الأميركي إلى “أننا في موقف ورثناه مسبّقاً، وانهيار الجيش الأفغاني خلال 11 يوماً أحد أسبابه”، مؤكداً أنه “يتعين علينا مغادرة أفغانستان وَفق المهلة الزمنية المحددة” في 31 آب.