ثقافةصحيفة البعث

حفل تأبين للشّاعر الرّاحل غسان حنّا

اللاذقية- ياسمين شهيلة

وفاءً لما قدّمه في مسيرتهِ الأدبيّةِ والفكريّةِ والثقافيّةِ الإبداعية، احتضنت صالة الجولان في مبنى فرع اتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية الحفل التأبيني للأديب الراحل غسان حنّا، بحضور ومشاركة شخصياتٍ أدبيّةٍ وفكريّةٍ وثقافيّةٍ.

تحدث المشاركون في التأبين عن الأديب الراحل وأعماله، حيث أشادت الأديبة آمال حورية في كلمةٍ ألقتها عن اتحاد الكتّاب  بصفات الرّاحل الإنسان، مشيرة إلى إحدى ذكريات مشاركتها في ملتقى الأدباء الشّباب المقام على هامش فعاليات الاتحاد، وكيف هبّ الرّاحل كنسرٍ جارح، ومدّهم حبالاً من التّشجيع: “الشّاعر الذّي صال وجال في ميدان الكلمات والصّور والاستعارات والبحور.. وكأنّه ذلك “المايسترو” الذّي يرتب الأنغام ببراعة وحرفيّة، فتفاجأ بمعزوفةٍ سجيّة تجعلك وأنت تسمعها تمتلك جناحين، وتحلق بدهشة ونشوة في عوالم تكتشفها للمرة الأولى”، ثم نثرت الشّاعرة رجاء شاهين عبارات وجدانية واصفة مكانة الشّاعر الرّاحل ومقامه الأدبيّ: وفيّا كالضّياء، فأنت قمرٌ في هذا المدى الأزلي، غسان، كنت فاتحة النّار والنّهار، حاملاً نشوة الشّعر.

وتحدّث الأديب الدّكتور عدنان بلونة عن رؤية الرّاحل الثّقافيّة للحياة فقال: بماذا يمكن أن نؤبّن إنساناً حقيقياً عاش بنور فكره، ونبل إحساسه من أجل ترسيخ القيم، وتنقية الضّمائر، وتزكيّة النّفوس، وحفظ الوجدان، فكان نِعم الأديب، ونِعم العربي، ونِعم الإنسان.

وتساءل الأديب عاطف صقر عن رحيل الأدباء الذّين لا نزال نقرأ أعمالهم ونناقشها: المبدع لا يرحل، هو باقٍ وسيُناقَش وسيُناقِش وسيُدلي بدلوه من الآن وحتى آخر الزّمان، منوّهاً بحديثه إلى ديوان الرّاحل للشّعر المحكي “ما قدرت سميك” الذّي كان قد لحن مقطوعة منه عزفها على عوده.

وتحدّث الدّكتور محمد بصل رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية عن الشاعر الرّاحل: غسان حنا شاعرٌ أصيل في زمنٍ كَثُر فيه الشّعر، وقلّ فيه الشّعراء، الإنسان الدّافئ المحبّ المعطاء المقاتل في سبيل أفكاره ووطنه وقيم مجتمعه الذّي أحبّ، داعياً الحضور إلى قراءة شعر الرّاحل الذّي زخر بالكثير من الصور الإنسانية.

وألقى كلمة آل الفقيد الدّكتور انطانيوس حنا الذّي شكر الحضور والمقيمين الوفاء لذكرى الرّاحل، واصفاً أدبه وثقافته وإنسانيته، وذاكراً مناقبه: ولد غسان شاعراً، وعاش حالماً، ورحل كما يرحل الأنبياء، أنيقاً كفجرٍ ربيعيّ لا ينتهي سحرهُ، ولا يُدرك عطرهُ، ولا يُنسى.