موسم معارض ومهرجانات “صنع في سورية” يطرق أبواب التدخل الإيجابي
دمشق – بشار محي الدين المحمد
تتواصل الجهود الحكومية والأهلية لإقامة سلسلة من المعارض تحت عنوان”صنع في سورية” في المحافظات وخارج القطر، كالمعرض الذي أقيم في العراق مؤخراً، في رغبة لإثبات حضور الشركات الصناعية والتعريف بها وعودة بعضها إلى الساحة بعد التعافي والنمو الاقتصادي والصناعي.
وضمن إطار من الاهتمام الهادف لتأمين المنتجات للمواطن وفق حسومات وعروض متنوعة بعد اختصار السلسلة بين المنتج والمستهلك، يفتتح اليوم مهرجان “صنع في سورية .. صيف 2021″، الذي يأتي بالتزامن مع عودة المدارس بغية تخفيف النفقات التي يتطلبها هذا الموسم على أسر ذوي الدخل المحدود، حيث تقوم مجموعة كبيرة من الشركات المهتمة ببيع الكتب والقرطاسية وألبسة الأطفال والحقائب المدرسية بإتاحة بيعها وفق أسعار مناسبة ومدروسة، وبسعر البيع من المعمل.
وبين رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها طلال قلعه جي أن المهرجان سيتضمن أيضاً عروضاً للمواد الغذائية والمنظفات والألبسة التي ستباع وفق مميزات كبيرة، وبمشاركة عدد كبير من الفعاليات والشركات وذلك في مدينة المعارض القديمة في دمشق، حيث سيستمر على مدار شهر كامل بالتعاون مع غرفة صناعة دمشق وريفها ومحافظة دمشق، كما سيتضمن سوق للأكل وساحة لألعاب وملاهي الأطفال.
دور حماية المستهلك
ومع أن سلسلة المهرجانات والمعارض من الأدوات الهامة للتدخل الإيجابي، إلا أنه وبرأي خبير الأسواق وعضو مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها عامر ديب هناك مجموعة من السلبيات التي تكتنف هذا النشاط كانحراف بعض العارضين عن غاية تلك النشاطات، والتحول إلى عملية تحقيق الربح كهدف وحيد للعارض، كما شهدت بعض المعارض السابقة الكثير من الفوضى بموضوع الأسعار، فبعض العارضين يعلنون عن مجموعة من الحسومات تتراوح من 5-10%، ولكنها للأسف تستهدف المواد غير المطلوبة مع فقدان الآليات الواضحة لضبط الأسعار، وغياب آليات ضبط الحد الأعلى للشراء، إذ قد يحضر إلى المعرض تاجر أو مواطن ويستفيد من العروض عبر شراء كميات كبيرة ويحرم غيره من الاستفادة من تلك المواد.
سلاح ذو حدين
معارض ومهرجانات البيع المباشر للزبائن قطاع من قطاعات التسويق المهمة التي عادت للنشاط مؤخراً في المحافظات، وحتى خارج البلاد باسم مشترك ألا وهو “صنع في سورية”، وبشكل يؤكد حضور كافة الفعاليات الوطنية في كافة الأنشطة، وتعد هذه المهرجانات صلة وصل بين الصناعي والتاجر الذي يحوي فائض بضائع في مستودعاته ويريد تصريفها بسعر مخفض، وبين المستهلك الذي يرغب بالاستفادة من هذه العروض، كما أنها في بعض الأحيان تكون فرصة للتعريف بالشركات الجديدة وإيصال منتجها للمستهلك بسرعة فائقة، وهنا يحذر الصناعي فراس تقي الدين من كون هذه المعارض سلاحا ذا حدين بالنسبة للمنتج، فإن قدم المنتج بضائع جيدة رفع اسمه واسم الصناعة الوطنية في الداخل والخارج بكل أمانة، وإن قدم بضائع ليست بالمستوى والجودة المطلوبين فإنه سيسيء لاسمه ولاسم منتجاتنا الوطنية، ويرى تقي الدين أن هذا القطاع تسويقي بحت تصعب سيطرة المنظم عليه حيث ينحصر دوره في محاولة الانتقائية لأفضل المنتجين على أساس النوع لا الكم.
عروض وسحوبات
تحرص معظم الشركات الكبرى على المشاركة في هذا المهرجان وما سبقه من معارض بهدف تقديم المنتجات للمواطن بالسعر الأرخص عبر كسر حلقات الوساطة، وإقامة سحوبات على فواتير الشراء ومنح الجوائز في نهاية المهرجان حيث لوحظ أن الكثير من الشركات أعلنت عن حسومات لا تقل عن10% عن سعر الجملة لمعظم المنتجات، وبين مؤيد عابدين مدير تسويق إحدى الشركات أن هناك عروضاً تنافسية، وغير مسبوقة، ويشكل المهرجان فرصة للإعلان عن طرح أصناف جديدة من المواد، وإتاحة الفرصة للمستهلك لتذوقها وإبداء ملاحظاته عليها، بغية المحافظة على جودة المنتج الوطني كشعار وأولوية، والحفاظ على سوية عالية للصناعات الوطنية، من جانبه مسؤول جناح إحدى الشركات أكد أن بيع منتجات بنسبة حسم غير مسبوقة تصل إلى50% ، دون البيع لتجار الجملة بهدف التخفيف على المستهلك كهدف أساسي.
أجنحة منزلية
لم يقتصر المهرجان على المنتجات الغذائية والبسيطة حيث كان لافتاً تواجد بعض أجنحة شركات تصنيع الأدوات المنزلية الكهربائية والإلكترونية، وحول المشاركة في المهرجان بين أحد المشاركين بيع المنتجات بحسم 12% عن سعر الجملة، وأن الهدف من المشاركة يتمثل بإثبات الجودة العالية والمنافسة للمنتج الوطني، والسعي نحو زيادة القيم المضافة لهذا المنتج التي تقدر حالياً بنسبة 70%، وإخضاعه لمجموعة من الاختبارات بغية رفع الجودة بشكل مستمر، وتلافي عيوب ضعف التسويق في بعض المناطق، ويرى مسؤول جناح إحدى شركات الأدوات المنزلية أن هذه المعارض ذات أثر جيد وخاصة الخارجية منها كالمعرض الذي أقيم في العراق، حيث كانت مشاركتهم فيه فرصة جيدة للتعريف بمنتجاتهم خصوصاً، والمنتج الوطني عموماً، وتشجيع المنافسة بين الشركات من خلال لقاء الصناعيين، وتشجيع زوار المعرض من الداخل والخارج على شراء المنتج الوطني، والمساهمة في فتح المجال للتصدير.
وأكدت مسؤولة جناح شركة منظفات أن هذا المهرجان يشكل فرصة للإعلان والتعريف بالمنتجات، وتشجيع المواطن على شرائها عبر طرحها بسعر منخفض عن كافة المنتجات، بالإضافة إلى حسومات بنسبة 10% خلال المهرجان، كما أنه فرصة للتواصل مع شركات الشحن والنقل لتصدير منتجاتهم.