بدايات الدوري الكروي الممتاز تنذر بموسم ساخن
ناصر النجار
بعكس المستوى المنخفض الذي ظهر به الدوري الممتاز في أسبوعيه الأول والثاني، فإن العقوبات الكروية وشغب الجماهير طغيا على بعض المباريات، ما أدى إلى صدور عقوبات ردعية عديدة، وعلى ما يبدو فإن اتحاد كرة القدم لن يجامل أحداً في أي خرق، وعصا العقوبات مرفوعة، في خطوة نراها إيجابية شريطة أن تطبق بسواسية على الجميع دون استثناء، ودون محاباة أو مجاملة لأحد.
أولى العقوبات التي صدرت طالت الحكام والمراقبين لمباراة الكرامة والشرطة لسماحهم بإقامة المباراة وسط مخالفة فنية واضحة بأرض الملعب الذي كان يفتقد للرايات الركنية، وهي أحد أهم شروط إقامة المباريات، وبمنزلة الإنذار لجميع المراقبين والحكام ليكونوا على أهبة الاستعداد، وليمارسوا مهامهم بشكل جيد، وطالت عقوبات شغب الجمهور ثلاثة أندية، أولها الاتحاد الذي تعرّض لعقوبة أولى بمباراته مع تشرين أسفرت عن غرامة خمسمئة ألف ليرة لشتم جمهوره الحكام، وتضاعفت العقوبة في مباراة الجيش فبلغت مليون ليرة، مع إقامة المباراة القادمة للفريق على أرضه بلا جمهور للسبب ذاته، وبحسبة بسيطة فإن هذا الشغب غير المبرر كلّف النادي أكثر من عشرة ملايين، لأنه سيحرم النادي من موارد المباراة المالية، وهو بأمس الحاجة إليها.
الفتوة نال عقوبة انضباطية بلغت خمسمئة ألف ليرة لأن جمهوره شتم الحكام في لقاء فريق الجيش، والطليعة تم تغريمه بمبلغ مماثل بلقاء حطين مع إقامة المباراة القادمة بلا جمهور نظراً لشتم الحكم، ورمي أرض الملعب بالحجارة، وسترتفع خسائر فريق الطليعة لأنه سيحرم من الموارد المالية في مباراته القادمة وتبلغ الملايين.
المفارقة العجيبة بالعقوبات أن الأندية استحقتها لشغب جمهورها خارج أرضها، فعقوبة الاتحاد الأولى جرت باللاذقية، وكذلك عقوبة الطليعة، وهذا يؤكد على غياب التوعية التي تمارسها الأندية مع جمهورها، خصوصاً الذين يرافقونها في حلّها وترحالهم، وهؤلاء معروفون ومعدودون.
أما بقية العقوبات فكانت إفرادية، وهي تخص تطبيق النظام، واتحاد الكرة هذا الموسم يريد فرض نظام صارم على الفرق وكوادرها ولاعبيها، فرئيس نادي الفتوة عوقب بغرامة مالية لأنه كان على الدكة الاحتياطية لمباراة فريقه مع الشرطة، واسمه غير مدوّن على ضبط المباراة، والمفترض أن يكون مكانه في المدرجات، كما عاقب اتحاد كرة القدم مديري الكرة في ناديي حطين والنواعير بالتوقيف لمباراة واحدة لدخولهما أرض الملعب، وهذا ممنوع، وعاقب مسؤول التجهيزات بنادي النواعير بالتوقيف لأربع مباريات بسبب شتمه الحكم، وهذا الأمر يجب وضع حد له، فالكثير من غير المعنيين في الأندية يتدخلون بما لا يعنيهم في المباراة، ويعبّرون عن حبهم لأنديتهم بالإساءة، لينطبق عليهم المثل: (ومن الحب ما قتل)، أعتقد أن مثل هذه الكوادر يجب أن تعاقب من إدارة ناديها حتى لا تكرر التصرف غير الأخلاقي الذي يعود بالضرر على النادي.
عقوبة جديدة بدأ اتحاد كرة القدم بفرضها هذا الموسم، وهي أن كل لاعب أو شخص من الكوادر الخاصة بالأندية يغرّم بمبلغ مئة ألف ليرة إذا تعرّض لعقوبة الإيقاف لمدة أربع مباريات، وهذه الغرامة طالت مسؤول التجهيزات بنادي النواعير محمد العتال، كما طالت لاعب الجيش زكريا حنان الذي عوقب بالإيقاف لمدة أربع مباريات بسبب بصقه على اللاعب الخصم بمباراة فريقه مع الاتحاد.
في سياق متصل، جرت مباريات عديدة هذا الأسبوع استعداداً لاستئناف الدورة، ومنها الدورة التي أعلن عنها فريق الوحدة بمشاركة الجيش وأندية المحافظة، والمجد وجرمانا من الدرجة الأولى، المباريات طابعها ودي، وهدفها استعدادي لتجربة اللاعبين، ومعالجة الأخطاء، وما إلى ذلك، لكن فريق المحافظة كان له رأي آخر، فانسحب من مباراة جرمانا في الدقيقة ٧٠، والنتيجة تشير إلى التعادل بهدف لمثله، احتجاجاً على التحكيم، وإذا كان هذا التصرف غير المسؤول بمباراة ودية فكيف سنتعامل إذاً بمباريات رسمية؟ هذا المؤشر السلبي لا يبشّر بالخير، وعلى الأندية الحذر، واتخاذ الإجراءات الصارمة قبل فوات الأوان.