افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق في جلب
حلب – معن الغادري
شهدت حلب مساء اليوم حدثاً نوعياً تمثل في افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق بعد إعادة تأهيلهما من الأضرار الجسيمة التي لحقت بهما جراء الإرهاب.
ويعتبر هذا الحدث الأهم ضمن استراتيجية إحياء أسواق حلب لما يشكله خان الحرير من مكانة لوجستية وتاريخية من بين الأسواق القديمة، والأهمية ذاتها تكتسبها ساحة الفستق التي تشكل صلة الوصل بين سوقي الحرير والسقطية الأشهر في حلب القديمة.
ومع إنجاز هذا المحور الحيوي تستمر أعمال عمليات التأهيل والترميم في المدينة القديمة وهي حصيلة جهود جماعية ومشتركة لمختلف أطياف المجتمع من مؤسسات وجمعيات مُضاف إليها دعم مستمر من السيدة أسماء الأسد لكل ما من شأنه حماية التراث المادي في مختلف المناطق السورية لاسيما تلك المتضررة من الحرب وإعادة النشاط المجتمعي إليها ورعايتها ودعم كل ما يصب في طرق التنمية وإحياء جذور الاقتصاد المتمثلة بالإنتاج الصغير ومن ثم توفير كافة التسهيلات وأشكال الدعم لإعادة أصحاب المشاريع الصغيرة المتمثلة اليوم بدكاكين ومحلات سوق الحرير للعمل وفتح محلاتهم.. لكل هذا.. فإن الطريق مستمر ومُعبد بالأمل لتصل يد الترميم والتأهيل لجميع أسواق حلب القديمة وعودة حلب قوية مُنتجة ومليئة بالحياة..
وهكذا يقوى الحرير على الحرب ويكسب الإنتاج جولة كبيرة وجديدة على حساب الدمار والدم.
وزيرة الثقافة الدكتور لبانة مشوح وخلال افتتاحها احتفالية “ليالي المدينة” المتضمنة افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق، قالت: أمام ما رأينا من روعة هذه الأمكنة وعظمة هذه الصروح الإنسانية نقف إكباراً وإجلالاً لحلب الشهباء هذه النقاء التي تنهض من تحت الرماد في كل مرة لترفض الموت ولتستعيد الحياة ولتنشر الأمل والعمل في كل مكان.
ما نراه اليوم هو إنجاز لكل السوريين، وهو رسالة للعالم أجمع أن الألم الذي عاناه الشعب السوري جراء الإرهاب قابله ارادة صلبة وعزيمة لا تلين لإعادة بناء سورية المتجددة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وهي رسالة أيضاً مفادها ان سورية عصية عن الأحقاد وعن الظلمة وعن السواد والقبح، وهي كل الجمال والبهاء.
وشكرت الوزيرة مشوح كل الشركاء الذين ساهموا بإعادة نبض الحياة لهذه الأسواق القديمة، وخاصة قيادات وكوادر وخبرات الأمانة السورية للتنمية ومؤسسة آغا خان.
وأكدت الوزيرة مشوح أن سورية بما تملكه من إرث حضاري وإنساني ستبقى أيقونة للمحبة والسلام.
محافظ حلب حسين دياب أشار في كلمة له أنه عندما يصبح العمل عنوناً للحياة حينها تنهض الأوطان وتستعيد المدن ألقها ووهجها، مبيناً أن الاحتفال اليوم بإفتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق حدث تاريخي وإنساني واقتصادي واجتماعي، وأضاف دياب: اليوم تشهد حلب ولادة جديدة تتمثل في عودة نبض الحياة لاهم شريان حيوي واقتصادي في المدينة بعد أن أعيد تأهيلهما جراء الأضراء الجسيمة جراء الإرهاب، موضحاً أن العمل مستمر لإعادة تأهيل كافة اسواق المدينة تباعاً.
واكد دياب أن حلب والتي تحظى بدعم ورعاية قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ستبقى على العهد وستمضي في مشروع إعادة الإعمار قدماً وفي كافة المجالات.
وشهد الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن الأضرار التي لحقت بالمدينة القديمة جراء الإرهاب وأعمال تاهيل سوق خان الحرير وساحة الفستق .
كما شهد الاحتفال توقيع اتفاقية بين محافظة حلب والأمانة السورية للتنمية ومجلس المدينة مع مؤسسة الآغا خان لتأهيل سوق الحبال الذي يضم 57 محلاً تجارياً.
وجالت الوزيرة مشوح برفقة وزراء الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، والسياحة المهندس رامي مرتيني، والإسكان والأشغال العامة المهندس سهيل عبد اللطيف، في السوقين وتحاوروا مع أصحاب المحال الذين أبدوا سعادة كبيرة لعودة نبض الحياة لهذه الاسواق التجارية.
وتمنى إصحاب الفعاليات التجارية استمرار اعمال التأهيل لتشمل كامل أسواق المدينة والتي من شأنها أن تدفع بعجلة الاقتصاد الوطني.
حضر الاحتفالية الرفيق احمد منصور أمين فرع حلب للحزب وممثلين عن الأمانة السورية للتنمية ومؤسسة الأغا خان وفعاليات اقتصادية واجتماعية ومديري المؤسسات المعنية.
تصوير – يوسف نو