المسابقة الوطنية الأولى للآلات الموسيقية لليافعين: مواهب من عدة محافظات
أعلنت وزارة الثقافة مؤخراً أسماء الفائزين في المسابقة الوطنية الأولى لليافعين لآلة القانون، وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بحضور د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة التي أشارت في تصريحها لـ”البعث” إلى أن الوزارة كانت قد أطلقت مؤخراً المسابقة الوطنية الأولى للآلات الموسيقية لليافعين التي استقطبت مواهب من كل المحافظات، وضمّت لجاناً موسيقية عالية المستوى قامت بالتحكيم بشكل دقيق وعلمي وأكاديمي بعد أن خضعت هذه المواهب لبرنامج موسيقي متكامل أتاح لها الانتقال من مرحلة إلى أخرى، مبينة أن المسابقة هي جزء من الخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة والتي تُعنى بدعم المواهب الشابة من سن الطفولة المبكرة إلى سن الشباب عماد المستقبل، وستنشر الفكر التنويري وثقافة الانتماء للوطن الذي احتضن مواهبهم عبر التأهيل والمكافأة والتشجيع، مؤكدة أنها مواهب طموحة وقد وصلت إلى مستوى معيّن يؤهلها للدراسة في الأكاديميات العليا كالمعهد العالي للموسيقا، إضافة لدراستها الجامعية التي ستتفوق فيها لإيمانها أن المتفوق متفوق بكل شيء، مبينة أن الموهبة الموسيقية ستكون للمتسابقين خير داعم لهم لأن الوقوف أمام الجمهور والعزف أمامه يقوي شخصيتهم ويعزّز الثقة بأنفسهم، وبالتالي سيكون النجاح حليفهم، خاصة وأن الرعاية والتعليم المقدم لهم شبه مجاني في كل المراحل التأهيلية والأكاديمية والتي ستؤهلهم بعد الدراسة للانتقال إلى مرحلة التدريس في المعاهد الموسيقية والعزف مع فرق عالية المستوى أكاديمياً والعمل على المسارح التي يستحقونها.
رعاية المواهب والمبدعين
وبيّن المايسترو عدنان فتح الله المنسق العام للمسابقة بأنها شملت أربعة اختصاصات لهذه السنة، وهي العود والقانون والآلات النفخية والكمان، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة سبق وأن أعلنت أسماء الفائزين بمسابقة العود، ومن المقرّر أن تعلن جائزة الآلات النفخية الشهر المقبل وجائزة آلة الكمان في تشرين الأول المقبل، مبيناً أن وزارة الثقافة أطلقت المسابقة الوطنية بهدف رعاية المواهب والمبدعين وتقديم الدعم لهم، ورأى أن وجودها يشكل حافزاً مهماً للعازف، حيث تجعله يختبر مستواه العلمي والأكاديمي، مؤكداً أنه وعلى الرغم من وجود ثلاثة مراكز للفائزين إلا أن من وصل إلى المرحلة النهائية هو أيضاً متميّز بمجرد أنه اجتاز المراحل الأولى الصعبة، متمنياً من كل المتسابقين أن تكون المسابقة حافزاً لهم لتطوير إمكانياتهم بعد أن تنافسوا مع عازفين من كل المحافظات.
منافسة حقيقية
وكمنسق عام لمسابقة آلة القانون، عبّرت ديمة موازيني عن سعادتها بوجود هذه المسابقة الوطنية التي تتوجّه لفئة اليافعين لدعم مواهبهم الموسيقية وهي الفئة التي يجب التركيز عليها لأنها تمثل الجيل الجديد، ورأت أنه من الضروري التركيز على المواهب الراقية التي تحفّز الروح والعقل معاً وتقديم الرعاية لجيل شاب يعيش ظروفاً صعبة، مؤكدة أن المشاركة الكبيرة للمواهب بسوياتها العالية ما هو إلا مؤشر على أن بلدنا مازال بخير، موضحة أنه تقدم لمسابقة آلة القانون 11 طالباً من عدة محافظات في المرحلة الأولى، وصل 6 منهم للمرحلة النهائية، ومن هؤلاء اختير الفائزون بالمراكز الأولى وفق معايير دقيقة، في حين نال البقية جوائز ترضية، منوهة إلى أن المتسابقين اختبروا في مقطوعات سورية وعربية وعالمية وارتجال، وفاز من نجح في تخطيها بنجاح بعد منافسة حقيقية فيما بينهم وبعد جهد بذلوه بإخلاص.
معايير دقيقة
ورأى سامر صالح وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة القانون أن المسابقة وما تضمّنته من برنامج تهدف للارتقاء بسوية المواهب بالدرجة الأولى، وللإضاءة على آلة القانون باعتبارها من الآلات الشرقية المهمّة، موضحاً أن المعايير التي اعتمدتها لجنة التحكيم كان في مقدمتها الدقة والتوازن الذي يحقّقه العازف ومدى براعته في عزف الكونشيرتو، وهو عبارة عن قالب موسيقي غربي يتسم بالتقنية والحرفية العالية، إلى جانب التركيز على التفاصيل التي تميّز عازفاً عن آخر وتشير إلى مدى نضج العازف، منوهاً إلى أن اللجنة كانت حريصة على تقديم شرح كامل لكل الثغرات التي عانى منها البعض والتي حالت دون حصول المتسابق على أحد المراكز وذلك لتطوير إمكانياته.
نشر الثقافة الموسيقية
وكمدير لمديرية المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة، أوضح بريام سويد أن المعاهد الموسيقية العربية، ومنها معهد صلحي الوادي الذي هو أقدمها، تختصّ بنشر الثقافة الموسيقية من سن 7 إلى 13 وهي الفئة التي توجّهت إليها المسابقة، ويسعده أن المتسابقين الستة في القانون الذين وصلوا للمراحل النهائية هم من طلاب هذه المعاهد، وقد أتاحت لهم المسابقة الخضوع لبرنامج موسيقي مهمّ والتنافس فيما بينهم بوجود لجنة موسيقية محترفة، متمنياً أن يكون هؤلاء فيما بعد خير رافد للمعاهد والفرق الموسيقية التي عانت من نقص بالكوادر ضمن السنين العشر الصعبة.
برنامج صعب
وعبّرت ميس خلوف الحائزة على المركز الأول في مسابقة القانون عن سعادتها بالمشاركة في هذه المسابقة وحصولها على المركز الأول بعد منافسة كبيرة بينها وبين عازفين من عدة محافظات، وبيّنت أن المسابقة أتاحت لها التعرف على نخبة من العازفين اليافعين من جميع المحافظات وتبادل الخبرات معهم، مشيرة إلى أن وجودها إلى جانبهم في هذه المسابقة مؤشر على أن الشباب السوريين طموحون ومبدعون وقد استطاعوا تجاوز كل الظروف الصعبة التي مرت على بلدنا، مؤكدة أن برنامج المسابقة لم يكن سهلاً، وأن التنافس بين المتسابقين كان كبيراً. في حين أكدت جمانة قويدر الحائزة على المركز الثالث أنها شاركت في المسابقة بهدف تطوير نفسها كعازفة على آلة القانون وحباً بالمنافسة وتبادل الخبرات والمعرفة مع باقي المتسابقين، مشيرة إلى أن المسابقة كانت صعبة وتحتاج لتدريب طويل، وأنها سعيدة بالمركز الذي حصلت عليه وإن كانت تطمح للحصول على المركز الأول، شاكرة وهي التي سبق وأن نالت المرتبة الثانية في مسابقة آلة القانون التي أطلقتها وزارة التربية هذا العام جهود أستاذتها ديمة موازيني التي يعود الفضل لها فيما وصلت إليه ومعهدها صلحي الوادي.
يُذكر أن المركز الثاني ناله المتسابق حسين علي وقد ضمّت لجنة تحكيم مسابقة آلة القانون بالإضافة إلى المنسق العام للمسابقة المايسترو عدنان فتح الله وعازفة القانون ديمة موازيني منسقة مسابقة القانون والموسيقيين الأكاديميين: سامر صالح وسيلفي سليمان وعلاء عبد الله.
أمينة عباس