عشائر وقبائل الجزيرة ترفض إعادة تجربة “الصحوات” في سورية
الحسكة – إسماعيل مطر:
في ظل سياسة تخبّط السياسة الأمريكية تجاه سورية ومحاولتها النيل من مواقفها وسيادتها، تعمل الإدارة الأمريكية على تغيير قواعد اللعبة من خلال البحث عن أدوات وعملاء جدد غير تلك الميليشيات الانفصالية العميلة “قسد”، والسعي لإنشاء فصيل عميل آخر تحت مسمى “صحوات”، كما فعلت في العراق، تريد من خلاله المحافظة على تركتها الهشة، وهذا المتغيّر الجديد لا يخفي استمرار النهج الخبيث نفسه تجاه سورية وحسب بل ويفضح عمق الذي وصلت إليه قوات الاحتلال بعد سنوات من التدخل العسكري المباشر في شؤون سورية، في وقت تبرهن القوى العميلة أنها أعجز من أن تستوعب الدروس الذي تكشفت عنها تجربة اللوذ بالمحتل فيما هو يتخلى عنها في أول فرصة.
“البعث” التقت بعض الشخصيات العشائرية والقبلية في منطقة الجزيرة السورية، حيث أكد الشيخ حسن فرحان عبد الرحمن من شيوخ قبيلة طي أن قبيلة طي وعشائرها في الحزيرة السورية يرفضون هذا التشكيل، لأن أي اتفاق وتشكيل في هذه المنطقة وخارج شرعية الدولة السورية لا نقبل به ولا نؤيده، وانتماؤنا الأول والأخير للدولة السورية، ونحن دائماً وأبداً إلى جانب الجيش العربي السوري في محاربة المحتل الأمريكي، ونتعاون ونتوحّد كعشائر وقبائل ضد أي تدخل خارجي في المنطقة، ونعمل على الالتزام مع المكونات الأخرى بتمسّكنا وتكاتفنا مع بعضنا لتعود الجزيرة السورية كما كانت قبل الأزمة.
وأوضح شيخ قبيلة السادة المعامرة، فيصل العازل، أن هذا المشروع ليس بجديد، فقد اعتمدته أمريكا في العراق، وذلك نتيجة قلق القوات الأمريكية من المقاومة الشعبية الرافضة للوجود الأمريكي ووجود مليشيا “قسد” وممارساتها غير المسؤولة من التجنيد الإجباري إلى زيادة الأسعار وإغلاق المدارس الذي تجاوز الـ ٢٠٠٠ مدرسة، وبذلك حرمت قرابة ٢٠٠ ألف طالب في ريفي الحسكة والقامشلي من التعليم.
وبيّن العازل أن الأمريكي قد أدرك مؤخراً أن مشروع قسد لا يمكن أن يستمر، وأنه سيلاقي مقاومة شعبية حتى في مناطق سيطرة “قسد” مؤكداً أن المقاومة الشعبية هي الخيار الوحيد لأبناء العشائر، توازياً مع انتصارات الجيش العربي السوري الذي يحارب الإرهاب، وهدفنا هو إخراج المحتل الأمريكي والتركي من المنطقة، وولاؤنا المطلق للدولة السورية ولا نقبل إلا براية الدولة السورية ترفرف فوق أراضي الجزيرة السورية.
ولفت الشيخ ميزر المسلط رئيس مجلس القبائل والعشائر العربية في الجزيرة السورية إلى أخذ العبر والاتعاظ من تجارب التعاون والتخاذل مع أي محتل، والتاريخ يذكر أمثلة وشواهد، وهذه تجربة أفغانستان بعد ٢٠ عاماً من الاحتلال، حيث خرجت أمريكا وتركت أدواتها وعملاءها مذعورين مهزومين، والتجربة الثانية هي عفرين عندما عمل المحتل الأمريكي على احتلالها من خلال التركي ومرتزقته، داعياً ميليشيا “قسد” التي باعت نفسها وارتهنت للمحتل الأمريكي إلى العودة السريعة والعاجلة إلى حضن الدولة، لأنه لا أمان ولا طمأنينة لها إلا بالدولة السورية وجيشها الباسل الذي سطر أروع ملاحم البطولة والفداء دفاعا عن تراب الوطن بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.