لافروف: واشنطن تقود حملة غربية للتشكيك بالانتخابات الروسية المقبلة
في إطار سعيها المتواصل لشيطنة روسيا بغرض عزلها وحصارها ومنعها من بناء شبكة علاقات قوية مع سائر دول العالم، تمارس الولايات المتحدة أساليب متعدّدة للوصول إلى هذا الهدف، فتارة تذهب إلى تشويه الديمقراطية وحقوق الإنسان في روسيا من خلال تصويبها على الانتخابات وملف المعتقلين السياسيين، وتارة أخرى تحارب الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية في محاولة لتخريبها ومنعها من أداء القيم الأخلاقية التي تنادي بها.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الغرب يحاول التشكيك في نتائج الانتخابات المقبلة في روسيا.
وأضاف لافروف، خلال لقاء مع ممثلي الأوساط الشبابية والاجتماعية في فولغوغراد: “سنعمل دائماً انطلاقاً من المصالح الأساسية لشعبنا. وينطبق هذا أيضاً على انتخابات مجلس الدوما المقبلة، التي يرغب الزملاء الغربيون كذلك بالتأثير في نتائجها، وهم يحاولون الآن إثارة الشكوك حول موضوعيتها والتشكيك في نتائجها. لقد شاهدنا كل ذلك، في الحملات الانتخابية السابقة، لكنه الآن سيظهر، على الأرجح، بشكل متفاقم أكثر”.
وسيشارك لافروف في انتخابات مجلس الدوما في أيلول المقبل، ضمن قائمة “روسيا الموحدة”. وسيكون معه في المراكز الخمسة الأولى في القائمة، وزير الدفاع سيرغي شويغو، ودينيس بروتسينكو كبير الأطباء في مستشفى كوموناركا، وآنا كوزنتسوفا أمينة مظالم الأطفال، ويلينا شميليوفا الرئيسة المناوبة لقيادة الجبهة الشعبية.
وتطرّق لافروف خلال اللقاء ذاته إلى تعرّض الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لضغوط شديدة من جانب بعض الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله: “في الوقت الحالي تتعرّض الكنيسة الروسية التي لها أبرشيات ورعايا في العديد من البلدان لضغوط قوية من جانب بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي وضعت نصب عينيها هدف تخريب وحدة الأرثوذكسية العالمية”.
ونبّه الوزير الروسي إلى تعرّض الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية للهجوم في الوقت الحالي من سلطات هذا البلد، لافتاً إلى أن الخارجية الروسية تعمل بشكل مكثف مع الكنيسة في الخارج.
وشدّد لافروف على أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تحمل قيمها إلى الخارج وتدافع عن القيم الأخلاقية التربوية التقليدية التي تتعرّض في الوقت الراهن لهجمات قوية جداً من جانب (النخبة النيوليبرالية) في عدد من الدول الغربية.
إلى ذلك، كشفت وزارة الخارجية الروسية عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2008 بمطاردة المواطنين الروس الموجودين في دول ثالثة بهدف تسليمهم لها.
وأوضح مفوّض حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون بالخارجية الروسية غريغوري لوكيانتسيف لوكالة نوفوستي، أن الولايات المتحدة تقوم بمطاردة مواطنينا في الخارج واحتجازهم في أراضي الدول الثالثة بطلب من هيئات الأمن الأمريكية ومحاولة إخراجهم لمحاكمتهم في الأراضي الأمريكية، ونعرف عن أكثر من 50 حالة مماثلة منذ عام 2008 وعددها لا يزال في الارتفاع.
وأشار لوكيانتسيف إلى أن المواطنين الروس عندما يجدون أنفسهم في الولايات المتحدة ويظهرون أمام نظام “العدالة الأمريكي” يخضعون لأقوى تأثير وضغوط من جانب هيئات الأمن الأمريكية التي تحاول إجبارهم على التعاون مع التحقيق والاعتراف “بذنوبهم” التي يرفض العديد منهم الاعتراف بها لأن الاتهامات الموجهة إليهم لا أساس لها.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تستخدم أيضاً أساليب أخرى للتأثير في المواطنين الروس وخاصة تقديم رعاية طبية مؤهّلة في وقت غير مناسب أو رفضها بالكامل حتى في حالات معاناة الأشخاص من أمراض مزمنة خطيرة.