معرض الخريف السنوي
بدأت مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة استعداداتها لإقامة معرض الخريف السنوي التشكيلي بدعوة الفنانين التشكيليين عبر موقع المديرية ومديريات الثقافة وفروع اتحاد الفنانين التشكيليين في المحافظات للمشاركة بأعمالهم الجديدة ضمن شروط حدّدتها المديرية تتعلق بمساحة اللوحة وارتفاع العمل النحتي وإرفاق صورة عن العمل بدقة عالية ولمحة موجزة عن سيرة صاحب العمل، وحدّدت اتجاهات الأعمال الفنية بالحفر “الغرافيك” والتصوير الزيتي والنحت والأعمال التركيبية وأعمال الفيديو آرت.
كما ذكرتْ أن الأعمال ستُعرض على لجنة متخصّصة لقبول الأعمال وفق السوية المطلوبة التي تجعل من هذا المعرض مهرجان الفنون التشكيلية الحقيقي الذي يقام كل عام وبمشاركة أكبر عدد من فناني القطر، وقد يصل عدد المشاركين إلى أكثر من 200 فنان في مختلف الاتجاهات.
ويُعرف عن معرض الخريف أنه المعرض الدوري الذي يُقام كل عام منذ خمسينيات القرن الماضي ولم ينقطع إلا فترة معينة ولأسباب طارئة، هذا المعرض “الهَرِم” الذي شهد أياماً ذهبية لم يستطع القائمون عليه الآن تطويره وتوسيعه إلا في جوانبه النظرية المحدودة، مثل إقامة بعض الندوات المرافقة ضمن فعاليات الأيام التشكيلية الاحتفالية خلال السنوات الثلاث السابقة فقط، والمقصود بتطويره وتعميق تأثيره الفني والتاريخي هو جزء من أمنيات الفنانين التشكيليين ورغبة اتحادهم الذي يعاني من نقص السيولة وتسرّب الفنانين الكبار منه وتراجع دوره النقابي والثقافي، هذه الرغبة يدركها الفنانون والقائمون على تنظيم المعرض وقد تصل الطموحات إلى مستوى تحقيق “بينالي” الفنون التشكيلية أسوة ببعض البلدان والمدن العربية التي كرّست اسمها من خلال هذه الملتقيات التشكيلية، واستطاعت ترويج سياحتها وثقافتها واكتسبت صفة المدينة الحاضرة ثقافياً. وقياساً بما نملك تأتي خيبة الأمل من معوقات كثيرة أولها ضعف التمويل وعدم توفر الرغبة عند القائمين على الثقافة والفن التشكيلي بحجة قلة الموارد، علماً أنه لو تعاونت وبجهد قليل بعض الجهات المعنية لاستطعنا وأبدعنا، فمن غير الممكن أن تتحمّل وزارة الثقافة العبء الأكبر وحدها، ولن تستطيع في ظل الظروف التي نعيش أن تفعل أكثر مما تفعله الآن، لكن لو تعاونت معها بعض الجهات مثل الإدارة المحلية ووزارة السياحة وبعض الوزارات الأخرى وبجهد قليل لأنجزنا الكثير، ومن المؤسف أنه في يوم افتتاح المعرض لن تجد بين المدعوين مديراً أو وزيراً أو أحد ممثلي المؤسّسات الاقتصادية أو حتى الثقافية والإعلامية، بل يقتصر الحضور على ممثلي وزارة الثقافة!!.
أكسم طلاع