عبد الهادي أبو العنز من سلمية تحدى إعاقته بالتميز والإبداع
البعث- نزار جمول
لم تكن الإعاقة الجسدية في يوم من الأيام عائقاً أمام صاحبها للوصول إلى طموحاته فيما لو ترجمها بالصبر والإرادة والتصميم لتكون عنوان عمل دؤوب، وخاصة إذا انحدر صاحبها من أسرة متفهمة لهذه الإعاقة من خلال رعايته وتمكين مواهبه بالشكل الأمثل، ومن سلمية وُجدت هذه الأسرة تمثلت بأم عظيمة عندما سعت بكل قوتها ليصل ولدها المعوق بصرياً الطالب عبد الهادي أبو العنز الذي استطاع بفضل هذه الرعاية وإرادته الحديدية أن يصل لمدرسة المتفوقين بسلمية للصف السابع، وليثبت لنفسه قبل غيره أنه قادر على النجاح والتفوق. واعتبرت والدته السيدة رشا أبو العنز أن إعاقة ولدها البصرية وضعته في جمعية رعاية المكفوفين بحماة في المرحلة التمهيدية والتحضيرية عندما كانت غير مدمجة في المدارس الحكومية، ثم أكمل دراسته الابتدائية في مدرستي الغاوي والشهيد محي الدين وطفة بسلمية، حيث أجاد فيهما القراءة والكتابة والحساب بلغة البريل للمكفوفين من خلال ذكائه الوقّاد الذي قاده للتفوق في جميع المواد وعلى رأسها مادة الرياضيات، كما أنه من طلاب غرفة المصادر التي أثبت فيها فكرة الدمج، حيث إنها غرفة صفيّة لذوي الاحتياجات الخاصة بموجب جدول تنزيل مع طلاب الصف الأساسيين وتميّزهم بجلسات الدعم الخاصة في غرفة المصادر بعدة جلسات في الأسبوع الواحد. وبيّنت والدته أن عبد الهادي طالب ذو ذكاء حاد مكّنه من التحدي وخاصة في الأسئلة البصرية التي يوجد فيها رسومات لأنها لا تحوي أسئلة بديلة، وفي باقي الأسئلة لم يواجه أية صعوبات أو تحديات ليصل إلى ما يريده بإجابات صحيحة وكاملة. وتؤكد السيدة رشا أن نجلها طالب مجدّ ومحبّ للدراسة ويقوم كل يوم بحلّ فروضه ووظائفه الدراسية على آلة البريل بشكل كامل، وخاصة في مادتي الرياضيات واللغة الإنكليزية، كما أنه ملك موهبة العزف على آلة الأورغ وعشق الحساب الذهني، ويطمح لدراسة الأدب الإنكليزي ليصبح مترجماً مثل والدته.