تسييس أصل الفيروس محكوم بالفشل
تقرير إخباري
في أعقاب الإخفاقات السياسيّة والاقتصادية والعسكرية في أفغانستان، حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها قيادة حملة تعقّب مصدر الفيروس لإيذاء الصين. هذا الوباء لم يزعج النظام الاقتصادي العالمي فحسب، بل كشف أيضاً نظام الحوكمة في دول مثل الولايات المتحدة التي فشلت في السيطرة على كوفيد 19 ولم تستطع المساعدة في الانضمام إلى المجتمع الدولي في مكافحة الفيروس. وبينما يكافح المجتمع العالمي لإنقاذ الناس في جميع أنحاء العالم من الآثار المدمّرة للوباء، تصرخ الولايات المتحدة لتتبع أصل الفيروس من خلال إبطال مسؤولياتها تجاه مواطنيها والعالم!.
والتحقيق الذي أجراه مجتمع المخابرات الأمريكية بعد نفي المرحلة الأولى من التحقيق الذي أجرته منظمة الصحة العالمية يؤكد أن واشنطن لا تثق بمصداقية العلماء المعروفين الذين أجروا التحقيق العادل، وأعلنوا أن الفيروس لم يأتِ من قبل مختبر ووهان، وإنما يعمل ذلك التحقيق على دفع المعركة ضد الوباء في الاتجاه الخاطئ ومحاولة تحويل انتباه المجتمع العالمي الذي يتقدّم بشكل مشترك في هزيمة الفيروس.
فقد أظهر علماء مشهورون من دول مختلفة أن نظريات تسرّب الفيروس من مختبر ووهان مزوّرة، وأن ما يُسمّى بالقيادة الأمريكية في تعقب الفيروس هو تلاعب واضح بالرأي العام العالمي والجهود التي تُبذل بمساعدة الصين في احتواء الوباء.
وتجدر الإشارة إلى أن تدخل مجتمع المخابرات الأمريكية لتسييس الوباء لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد التعاون في مكافحة الوباء وتعطيله، لكن حان الوقت كي يتكاتف المجتمع الدولي لرفض الخطوات الأمريكية التي تنمّ عن سوء النيّة، وأن يتقدم لوقف تسييس وسوء إدارة تعقب الفيروس من قبل الولايات المتحدة.
إن نيّة الولايات المتحدة بشأن أصل الجائحة ستؤدي إلى نشوب حرب تنافسية بدلاً من تعميق التعاون في مكافحة الوباء، ولن ينتج عن الإجراءات أحادية الجانب التي تتخذها فيما يتعلق بتتبع الفيروس سوى اختلاق الحقائق والبيانات التي قدّمها بالفعل الاستقصاء العلمي لمنظمة الصحة العالمية في المرحلة الأولى، خاصةً وأن السجل الحافل للولايات المتحدة منذ انتشار الوباء يفتقر للاحتراف والموضوعية.
إن إحياء الاقتصاد العالمي والحضارة الإنسانية يحتاج إلى التعاون بدلاً من المواجهة التي لا يمكن تحقيقها إلا بالدعم الشامل في تقديم المساعدة المطلوبة للبلدان المتلقية، ورسالة المجتمع الدولي ضد دوافع مجتمع الاستخبارات الأمريكية واضحة للغاية، وهي أن التعاون الدولي ضد الوباء لا ينبغي أن يكون ملوثاً سياسياً.
عائدة أسعد