غش زيت الزيتون.. طرق آخذة بالازدياد وأساليب مبتكرة صعبة على الكشف
مع أن زيت الزيتون السوري من المنتجات الفاخرة بجودته ونوعيته، إلا أن هناك بعض النوعيات المشكوك بأمرها، والتي يتم غشها من خلال خلطها بأنواع من الزيوت الرخيصة وذلك في كل موسم يباع فيه زيت الزيتون بعبوات التنك ووضع ماركات مختلفة تغري الشاري، ولاسيما أن للبائعين أسلوبهم بالبيع على أنها زيوت بلدية وصناعة جديدة وتعبئة حديثة، خاصة بعد ارتفاع السعر لدرجة فاقت القوة الشرائية للمستهلك، وهنا يستغل التجار هذا الوضع بصناعة زيوت نباتية مع منكهات وأصبغة وتباع للمتاجر على أنها زيت زيتون بلدي وأصلي وبأسعار رخيصة ليتقبلها الزبون.
مختصون بصناعة زيت الزيتون أشاروا إلى أن الزيت البلدي “الصاغ” يتم خلطه بزيت ذرة أو زيت الفول السوداني أو غيره من الزيوت المهدرجة، وحسب قولهم فإن هذه الأساليب الخاطئة يمارسها بائعون يشترون عبوات زيت الزيتون البلدي، ليقوموا بغش الزيت بطرقهم المخفية، وبرأيهم إن هذه الظواهر المنتشرة تحتاج إلى تدخل الجهات الرقابية وبشدة لمنع الغش.
صاحب معصرة زيتون في معضمية الشام قال: إن غش الزيت لا يعرف إلا عن طريق مخبر، لأن خلط الزيت البلدي بزيت آخر لا يستطيع أي شخص تمييزه إن كان من ناحية الصبغة أو النكهة واللون والماركة، وبالتالي يقع ضحية غش مدبر ومبرمج، مشيراً إلى أن هذا الغش للأسف أصبح يشكل ظاهرة تؤثر سلبياً على مصنعي زيت الزيتون وأصحاب المعاصر، وبهذه الحالة يسرق الغشاشون موسم المزارعين وجهد وتعب ورزق أصحاب المعاصر، مبيناً أن طرق غش زيت الزيتون أصبحت متعددة وبعيدة عن الرقابة الصحية والتموينية.
ويشير صاحب المعصرة إلى أن الخداع والغش الذي يقوم به البائعين المتعودين على غش المواطن بلا أخلاق ولا ضمير من خلال خلط زيت القطن بزيت الزيتون بعصر كمية من أوراق أغصان شجر الزيتون، وإضافة ما يتم عصره منها إلى الكمية المغشوشة، وبهذه الحالة يغلب اللون الخضيري على صفار غامق ليكتمل مشهد الغش، وينطلي الأمر على المستهلك الشاري والذي لا يشعر أن الزيت الذي اشتراه مغشوشاً.
أساليب الغش
مدير المخبر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك محمد قليح أكد أن عمليات الغش تتم عن طريق فئة تمتهن التجارة الموسمية بمنتج زيت الزيتون، مستغلين الموسم وحاجة الناس، وذلك بقيامهم بخلط زيت الزيتون البلدي بزيوت نباتية أخرى، منوهاً إلى أن هؤلاء الأشخاص يضعون في تنكة زيت الزيتون ما نسبته 10% من زيوت القطن مع إضافة منهكات، الأمر الذي يجعل عملية اكتشاف الغش صعبة على المستهلك الذي يعتمد على التقييم الحسي للحكم على جودة زيت الزيتون، نظراً لاختفاء كمية الزيت النباتي البلدي، ليحمل الطعم نكهة البلدي، أو بخلط زيت الزيتون القديم ورديء النوعية بزيت زيتون جديد بعد إضافة نكهات وأوراق زيتون وأصباغ وغيرها من الإضافات الممنوعة والتي قد يؤثر بعضها سلباً على صحة المستهلك. مضيفاً أن هناك من يقوم بإدخال زيت زيتون مغشوش من دول مجاورة عن طريق التهريب بعد خلطه بزيوت نباتية أخرى أو مادة الجفت، أو إدخال زيت زيتون بجودة وسلامة غير مضمونة.
وعن إجراءات الرقابة لمكافحة الغش أشار قليح إلى إجراءات تقوم بها الرقابة المركزية المخبر في الوزارة وخاصة في الموسم باستقبال عينات من القطاع الخاص والمؤسسات التجارية، مشيراً إلى أنه يتم التعامل مع المخالفين وفق القانون 14 لحماية المستهلك، فإذا كانت المخالفة جسيمة يدفع المخالف مبلغ مالي ويتم إحالته إلى القضاء، مهيباً بالمواطنين شراء احتياجاتهم من زيت الزيتون مباشرة من المزارعين أو من المعاصر وذلك لضمان نوعية وجودة المنتج، خاصة وأن الشراء يتم من جهة تضمن جودة منتجها.
مخالفات جسيمة
معاون مدير التجارة الداخلية بريف دمشق بسام شاكر بين أن هناك أنواع من زيت الزيتون تباع في الأسواق، بعبوات مزودة ببطاقة بيان ونوع الزيت والدرجة واسم المنتج وكل المواصفات المطلوبة، وأن المديرية نقوم بسحب عينات ويتم إرسالها إلى المخبر المركزي وعلى ضوء نتيجة التحليل المخبري تتخذ الإجراءات، وأشار شاكر إلى أن غش زيت الزيتون مخالفة جسيمة.
أما النوع الآخر من غش زيت زيتون فيكون من خلال خلطه بزيت القطن وهذا النوع صالح للاستخدام، ولكنه مغشوش، والغاية من من هذا الغش هو الربح المادي، وهنا يؤكد شاكر أن المديرية تعزز رقابتها من خلال سحب العينات بكثافة خاصة خلال المواسم، وأنها قامت بتوجيه الوحدات في المحافظة لتعزيز الرقابة على كافة المعاصر أثناء عمليات العصر واتخاذ إجراءات وقائية لمنع حالات الغش المتبعة في المعاصر ذاتها، أما البائعين المتجولين فتلاحقهم عناصر المديرية في كافة المناطق، كونهم متنقلين من مكان لآخر.
عبد الرحمن جاويش