شارل ميشيل: على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستقلاً عسكرياً
بعد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي دعا الحكومات الأوروبية إلى المضي قدماً بتشكيل قوة ردّ سريع لتعزيز استعداداتها لمواجهة أزمات مستقبلية مثل ما حدث بأفغانستان، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم أن على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ الإجراءات اللازمة لجعله مستقلاً عسكرياً، معتبراً أن ما حدث في أفغانستان مؤخراً كشف ضرورة هذه الخطوة.
ونقلت “رويترز” عن ميشيل قوله في منتدى بليد الاستراتيجي في سلوفينيا: “لسنا بحاجة إلى حدث جيوسياسي آخر من هذا القبيل لندرك ضرورة أن يسعى الاتحاد الأوروبي من أجل استقلالية أكبر في صنع القرار وقدرة أكبر على العمل في العالم”، مشيراً إلى ضرورة أن يتخذ الاتحاد إجراءات تمكّنه من الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء العسكرية لرعاياه في مواقف مثل ما حدث في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة.
واعتمدت الدول الغربية التي سارعت لإخراج رعاياها من أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كابول على الجيش الأمريكي في استمرار تشغيل المطار أثناء عمليات الإجلاء الجوي.
وكان مراقبون أكدوا أن الانسحاب السريع والفوضوي للولايات المتحدة في أفغانستان أثار أزمة ثقة بين بروكسل وواشنطن، إذ إن الأوروبيين لم يتوقعوا أن يحدث ذلك بهذه الطريقة وبدرجة إلحاح تهدّد أمنهم المباشر وسلامة رعاياهم.
تجدر الإشارة إلى أن 14 دولة أوروبية منها ألمانيا وفرنسا، اقترحت في أيار الماضي، تشكيل مثل هذه القوة، التي يمكن أن تزوّد بالسفن والطائرات، لدعم الحكومات الأجنبية الديمقراطية التي “قد تحتاج إلى مساعدة عاجلة”.
وتعكس هذه الدعوات المتزايدة من المسؤولين الأوروبيين إلى الاستقلال عسكرياً عن “ناتو” الذي تسيطر عليه فعلياً الولايات المتحدة الأمريكية، امتعاضاً أوروبياً شديداً من التوجه السائد في العالم إلى اعتبار الدول الأوروبية دولاً تابعة لواشنطن، في ظل عدم قيام الأخيرة بأخذ رأيها في القرارات المصيرية التي تتخذها على مستوى العالم، حيث تستخدمها في إعلان حروبها ثم تتخلّى عنها عندما تقرّر الانسحاب.