بوتين: نتيجة التواجد الأمريكي في أفغانستان لمدة 20 عاماً صفر.. مآس وخسائر فقط
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التواجد الأمريكي في أفغانستان استمر 20 عاما دون تحقيق أي تقدم، النتيجة هي المأساة والخسائر فقط. وقال بوتين اليوم الأربعاء خلال لقاء مع طلاب مدارس بمناسبة انطلاق السنة الدراسة الجديدة: الأحداث التي تجري في مكان ليس بعيدا عنا، أقصد أفغانستان.. لمدة عشرين عاما، كانت القوات الأمريكية موجودة في تلك المنطقة ولمدة عشرين عاما حاولوا “إضفاء الطابع الحضاري” على الناس، ما يعني في الواقع إدخال معاييرهم ومعايير حياتهم بأوسع معنى للكلمة، بما في ذلك في النظام السياسي للمجتمع.
وأضاف: “والنتيجة ليست إلا مآس وخسائر فقط، طالت من قام بذلك الأمر وكذلك وبشكل أكبر أبناء الشعب الأفغاني. النتيجة هي صفر، إن لم تكن أقل منه، إن صح التعبير”.
ودعا بوتين إلى ضرورة “إدراك حقيقة أنه من المستحيل فرض أي شيء من الخارج”، وقال: “لا بد أن ينضج الوضع. وإذا أراد أحد أن يحدث ذلك بشكل أسرع وأحسن، فالأمر يتطلب تقديم مساعدة للناس”. وتابع: “نعم، يمكن ويجب القيام بذلك ولكن يجب فعله بطريقة حضارية، من خلال خطوات دقيقة ومحسوبة ودعم الاتجاهات الإيجابية دون عجلة.. لا بد من التحلي بالصبر “، مضيفا أنه “من دون توفر جملة العوامل هذه يتعذر عمليا تحقيق أي نتيجة إيجابية”.
من جانبه، رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريحات الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون عن ضرورة وضع حد لتدخلات الخارج في شؤون الدول الأخرى.
وذكّر لافروف اليوم الأربعاء، في كلمة ألقاها أمام المدرسين والطلبة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية بأن بايدن وماكرون، في تصريحات جاءت على لسان بايدن وماكرون وتفصل بينها بضعة أيام فقط، أشارا إلى ضرورة وضع حد للتدخل في شؤون دول أخرى بهدف فرض نموذج غربي من الديمقراطية عليها.
ووصف لافروف هذه التصريحات بأنها إيجابية، مضيفا أنه إذا صح هذا الكلام فتأمل روسيا في تهدئة الأوضاع في العالم. وقال: “نرحب بمثل هذه التصريحات ودعينا منذ وقت طويل إلى استخلاص الدروس من المغامرات التي انخرط فيها زملاؤنا الغربيون في العقود الأخيرة”. وتابع: “بعد المأساة في أفغانستان وانسحاب الولايات المتحدة وحلفائها من هذا البلد على نحو مستعجل، ترتفع في أوروبا جوقة من الأصوات تدعو إلى التعويل في المستقبل على النفس وليس على التوجيهات الصادرة عن واشنطن، في كل الشؤون المتعلقة بالسياسات الخارجية لاسيما المرتبطة بنشر قوات مسلحة”.
وأكد لافروف أن أولوية موسكو، بعد انسحاب قوات الناتو من أفغانستان، تعود إلى ضمان أمن حلفائها في آسيا الوسطى، محذرا من أن هذا الأمر يؤثر بشكل مباشر على حدود روسيا الجنوبية. وأضاف: “نأمل أن نتفق معا على خطوات خارجية ستسهم في تهيئة الظروف الملائمة داخل أفغانستان لتشكيل حكومة وطنية شاملة في الواقع، ونعمل بشكل نشط في هذا الاتجاه حاليا”.